فهد بن جليد
اليوم تنطلق معظم فعاليات موسم الرياض الجماهيرية بالمسيرة المُرتقبة والمبهجة، التي يعقبها تدشين فعاليات مهمة هي محط أنظار المُتابعين، مثل الرياض بوليفارد المنطقة التي تحتضن فعاليات فنية وترفيهية عديدة وجديدة بأسلوبها المشوّق والجاذب والجديد على الرياض وأهلها وزوارها، إضافة لألعاب لونتر وندر لاند بأجوائها اللندنية الشهيرة التي ستحدث الفارق حتماً في مفهوم ونوعية الترفيه في الرياض، البداية القوية للموسم في منطقتين فقط من بين 12 منطقة تحتضن باقي الفعاليات، كفيلة بأن تعبِّر عن الحدث الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأهميته ومدى تفاعل الناس معه، ولعلَّ حضور أفواج من العائلات والزوار وتسابقهم لالتقاط الصور الخارجية لمواقع الفعاليات قبل أن تبدأ، وتبادل مقاطع تدريبات الفرق والعروض، يدل على شغف الناس وحماسهم الكبير لمعرفة التفاصيل وترقّب ساعة الصفر.
التغيُّر الذي أحدثه موسم الرياض مع بدايته لن يتوقف عند مفهومنا عن الترفيه وسقف تطلعاتنا له فحسب، بل إنَّ اتخاذ القرار بحضور فعالية ترفيهية والاستمتاع بالوقت لن يبقى ارتجالياً بعد اليوم، أو رهينة للفراغ والعشوائية السابقة، فثقافتنا تجاه الترفيه تتشكَّل بانَّه ليس حاجة عابرة على هامش الحياة، بل هو قرار وحاجة فطرية للإنسان لها نمطها وخصوصيتها وخصائصها التي يجب منحها الوقت والأهمية اللازمة مثل بقية قرارات الحياة الأخرى، أتوقّع أنَّ ثقافة المجتمع السعودي في هذا الاتجاه وأسلوب الاستمتاع ستتبدلان حتماً مع إلزامية التخطيط المسبق لأي رحلة من هذا النوع في موسم الرياض، بالاختيار وتحديد الفعالية ووقت الحضور ومعرفة الإمكانية والحصول على التذكرة بشكل مسبق، إعطاء هذا الاحترام والأهمية والخصوصية للحدث وفعالياته ينعكس حتماً على أسلوب ونمط حياتنا الترفيهية والسياحية المستقبلية داخلياً وخارجياً ونظرتنا لهذا القطاع بأكمله كصناعة يجب أن تحترم، وهو ما يحدث الفارق بالفعل للتخطيط المُسبق بعد هذه التجربة العملية التي تستمر على مدى سبعين يوماً، لنودع معها الشراء العشوائي للتذاكر من السوق السوداء وغيره من أساليب الحضور في الساعة الأخيرة، والقرار المُفاجئ التي يمنعها ويتعقبها الموسم بالقانون والعقوبة.
المتفقون والمُختلفون مع فعاليات موسم الرياض بحسب اهتمام كل شريحة، يجمعون على إعجابهم بالدقة في التنفيذ والسرعة في الإنجاز والإبهار الذي خلفه الحدث مُنذ ساعاته الأولى، والشمولية في إرضاء مختلف الأذواق والشرائح بتنوّع الفعاليات وتعددها، وهو ما يؤكد أنَّنا نملك القدرة على إحداث الفارق متى ما كانت الرغبة حقيقية وموجودة بالفعل، واحترام الجميع للنجاح ورغبتهم فيه حتى لو اختلفوا مع بعض تفاصيله.
وعلى دروب الخير نلتقي.