إن سألت أياً كان في الشارع الرياضي السعودي عن رأيه في البيانات الصادرة من البيت النصراوي في كل مرة، ستسمع رأي وتفسير الأغلبية أنها لا تتعدى حدود تبريرات موجهة بشكل غير مباشر إلى الجماهير الصفراء عقب كل إخفاق وخروج من بطولة أو سلسلة نتائج سلبية، بالإضافة إلى أنها ضغوط إعلامية صوب الاتحاد السعودي ولجانه لا تخلو من تحريض ضد أندية كما حصل في البيان الأخيرصوب نادي الشباب.
رغم وجهة النظر الشائعة حول بيانات نادي النصر التي تمثلت في ضعف المصداقية «كما وصفها الشبابيون في بيانهم الأخير» والتحريض، إلا أن طرفاً وحيداً وهو (الاتحاد السعودي) اعتاد أن يستمع بإنصات ويقرأ بتأن كل حرف خطه المركز الإعلامي بنادي النصر ويتبنى سلسلة إجراءات لتعديل الأوضاع وتكييفها لتتناسب كحلول لمطالبات ذلك النادي، وإن لم يكن ذلك فقد يصل الأمر إلى استقالة رئيس الاتحاد أو إقالة رؤساء لجان كما حصل في الموسم الماضي حينما غادر المشهد رئيس الاتحاد السابق (قصي الفواز) بعد هجوم لاذع من رئيس سابق لنفس النادي، وإقالة رئيس لجنة الحكام (مارك كلاتينبرغ) بمجهود رئيس النادي نفسه وباعترافه. تجددت سياسة السمع والطاعة من اتحادنا الموقر تجاه النادي ذاته في مطلع موسمنا الحالي بعد أن صدر بيان أصفر غاضب مطالباً برفع مستوى تقنية (VAR) مع تحسينها وإظهار لقطات فيديو واضحة بكاميرات خاصة بهذه التقنية للحكام وللمشجعين والمشاهدين وذلك بعد سلسلة نتائج سلبية تعرض لها الفريق.
كالعادة استنفر الاتحاد السعودي فازعاً متجاوباً مع الصوت النصراوي بتطمينات ووعود بتحسين التقنية وانطلاق دورات تحكيمية بشأنها بفعل ضغط مباشر وغير مباشر من فئة إعلامية وجماهيرية محسوبة على النادي أشعلت ناراً لم تخمد كذريعة بعد نتائج كروية صفراء مخيبة للآمال وهبوط في المستوى وقبله خروج آسيوي بمثابة الصدمة. يبقى السؤال.. لماذا هذا الموسم بالذات انفجرت قضية عدم اكتمال جاهزية تقنية الـ(VAR)؟! ، لماذا لم نشاهد حالة الاستنفار لتجهيز الفار والوعود بتعديل وتعجيل استكمال تجهيزاته التقنية خلال الموسم الماضي الذي حصد فيه النصر بطولة الدوري؟.
قبل الختام
سعادة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ/ ياسر المسحل، لا يزال الشارع الكروي السعودي يرى فيك «الرجل المناسب في المكان المناسب» كفكر إداري ووعي إعلامي، لكن مطلبهم فقط الثبات على مسافة واحدة من جميع الأندية دون الاستسلام لضجيج إعلامي تمرّس سياسة (لي الذراع).
** **
- عبدالكريم الحمد