عثمان أبوبكر مالي
كل شيء سار على أحسن ما يرام مع بعثة المنتخب السعودي الوطني الأول لكرة القدم، في زيارته التاريخية لأول مرة لدولة فلسطين الحبيبة والتي بدأت يوم الأحد الماضي وانتهت مساء أمس الثلاثاء، بعد المواجهة التنافسية لمنتخبي البلدين الشقيقين في الجولة الرابعة من تصفيات منتخبات أمم آسيا لبلوغ كأس العالم 2022م وكأس آسيا 2023م؛ التي ستستضيفها الصين.
المباراة التي لعبت - كما هو معروف - عصر أمس، وأقيمت على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في رام الله، وعلى بعد 20كم فقط من القدس الحبيبة (ثالث الحرمين الشريفين)، وقد سار كل شيء على ما يرام، بدءاً من الاستقبال التاريخي والحفاوة الكبيرة والشعارات الترحيبية والروح الواحدة، وحتى المباراة التي لن تختلف (مهما كانت نتيجتها ولأي من المنتخبين) عن كل مضامين اللقاء التاريخي خاصة في (الروح الرياضية)؛ لأن اللقاء يحمل معاني إضافية كانت واضحة قبل التنافس الرياضي، فهي تأكيد على مواقف المملكة (المعلنة) في المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله، وسعيه للحرية والاستقلال، وهي دعم بالفعل بعد الدعم بالمال والقول للإنسان الفلسطيني ونضاله، ولم تكن المشاعر مختلفة عند إخواننا الفلسطينيين، ويكفي ما قاله جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، واعتباره الزيارة (ثاني أهم حدث في تاريخ الكرة الفلسطينية بعد اعتماد الملعب البيتي الذي حدث عام 2011م).
كم كانت سعادتي بالغة جداً وإخواننا الإداريون رئيس وأعضاء البعثة (الرياضية) يحظون بزيارة المدينة القديمة فى القدس، ويؤدون ركعتين في المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين الذي يضم قبة الصخرة والمسجد الأقصى، -وهو أحد المساجد الثلاثة الشريفة التي لا تشد الرحال إلا إليها - كما جاء في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام برواية البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى)، نسأل الله أن تكون رحلة مباركة وميمونة للمنتخب الوطني ولكل أفراد البعثة.
كلام مشفر
- لأن الرحلة كانت تاريخية ومهمة فقد كانت كل تفاصيلها موضع تركيز واهتمام وتدقيق من قبل الكثيرين، وهناك ملاحظة (سلبية) سُجّلت على بعض لاعبي المنتخب، لكنها مهمة جداً، ظهرت لحظة وصولهم إلى القدس وعند مراسم الاستقبال، كان يفترض الانتباه لها وتجاوزها لأهميتها الكبرى.
- ذلك هو (المظهر الخارجي) للاعبين، ولضرورته اهتم به كثير من الرياضيين الباحثين عن دوام اكتمال الصورة المثالية للاعبي الأخضر السعودي في كل وقت ومكان، داخل المستطيل الأخضر وخارجه، وتوقفوا عنده، لأنه أول ما يظهر وأول شيء يراه الآخرون.
- المظهر الخارجي عند بعض اللاعبين، كان غير مناسب إطلاقاً لحظة (الوصول والنزول من الباص) في القدس ونقلته البرامج والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وعادة أول اللقاءات في كل المحافل تنطبع في العيون والذاكرة وتعطي انطباعاً أولياً إما سلباً أو إيجاباً.
- يقول الصديق الدكتور علي إبراهيم سروجي (لاعبو المنتخب يمثّلون السعودية العظمى) في كل شيء ولذلك سجّلت ملاحظة على بعضهم عند وصولهم إلى فلسطين، إذ كان ارتداء بعضهم لشعار المنتخب غير مناسب، فمنهم من نزل بشورت قصير، وأكثر من لاعب كان يربط (الجاكيت) على خصره بشكل غير لائق، وبعضهم كان يضع سماعات هاتفه على أذنه، وتقريباً لم أر ظهر سويتر يحمل شعار المملكة.
- ويضيف حارس المرمى السابق، أستاذ الجامعة الذي أشرف على فريق الوحده قبل سنوات (كنت أفضِّل أن يرتدي اللاعبون طاقماً (موحَّداً) وعليه شعار المنتخب ويتركوا ويضعوا جانباً لفترة بسيطة رغبة التميز في اللبس وقصات الشعر، وكل ما يمكن أن يشغلهم عن الحدث ويقدِّموا الاهتمام والجدية في كل شيء، وخصوصاً أن مهمتهم كانت الحدث الكروي الأول في التاريخ المعاصر الذي اتجهت نحوه الأنظار بتوسع).
- وقد اتفقت معه، غير أنني لا ألوم اللاعبين كثيراً، وإنما اللوم (كل اللوم) على رئيس الوفد والإداريين في المنتخب، إذ كان عليهم تنبيه اللاعبين إلى هذه الجزئية المهمة، التي ربما (اعتادوا) عليها مع أنديتهم لكن عندما تكون المهمة تمثيل الوطن فالأمر حتماً مختلف تماماً.
- وأخيراً أرجو أن يكون لاعبونا ردوا على الكرم الفلسطيني بأداء فني وعطاء جميل وأفعال كروية ممتعة على المستطيل الأخضر خلال دقائق المباراة وتوّجو ذلك بفوز تاريخي منتظر.. مبروك للمنتخبين.