«الجزيرة» - أحمد القرني:
أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن الاعتدال سمة من سمات المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن يرحمه الله.
وقال الأمير خالد الفيصل خلال حفل تتويج الفائز بجائزة الاعتدال في دورتها الثالثة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية الدكتور عبد الله الربيعة «إن شعار المملكة الاعتدال في الحياة والتفكير والتعامل مع الناس، وهذه هي سمة هذا الكيان الذي أسُس بقيادة الملك عبد العزيز يرحمه الله وأيادي الشعب السعودي المجيد».
وختم سموه بالقول: «هنيئاً للسعودية بهذه المكانة بين المجتمعات العالمية وقد حظيت بالتقدير قيادة وحكومة وشعباً، وقد أثبت هذا الشعب أن تفكيره واضح وسليم وأنه لا يخشى إلا الله».
وقال الدكتور الربيعة «انتهز هذه الفرصة للإشادة بمعهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال الذي يؤدي دوراً محورياً في مواجهة التطرف ونشر مبادئ التسامح والتأكيد على فرص السلام العالمي».
وتابع «إن تشريفي بالحصول على هذه الجائزة يحملني مسؤوليات جسام للمضي قدماً في خدمة هذا الوطن الغالي وما يخدم مصالحه».
من جانبه قال مدير الجامعة معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي في كلمته خلال الاحتفال: «إن الدكتور الربيعة استحق هذه الجائزة بجهوده العالمية في إبراز دور المملكة الإنساني، ونظير إسهاماته الجليلة المتمثلة في قيادته للفرق الطبية التي قامت بفصل التوائم السيامية من مختلف الأعراق والديانات، وتعزيزه للصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة «قيادة وشعباً»، جوهرها التسامح العلمي مع مختلف البشر بتنوع انتماءاتهم ومعتقداتهم وجنسياتهم، فهنيئاً له بها.
وأشار معاليه إلى أن الجائزة مستمدة من منهج الاعتدال للمملكة العربية السعودية المستمد من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كافة شؤونها، منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز- رحمه الله -، الذي رسم ملامح هذا المنهج منذ أن وحد البلاد تحت راية التوحيد، وسار على هذا النهج من بعده أبناؤه وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ نهج جميعهم هذا المنهج المعتدل، دون التفريط في ثوابت العقيدة وتقاليدنا وأعرافنا المتوارثة، مقدماً شكره وتقديره للأمير خالد الفيصل على رعايته الكريمة للجائزة ودعمها، ومهنئاً الفائز وجميع القائمين على معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال على الجهود المقدرة لإنجاح وإخراج الحفل بالصورة المتميزة.
وأكد عميد معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال الدكتور الحسن آل مناخرة، أن هذه الجائزة منحت للدكتور الربيعة بعد مسيرة طبية وإنسانية طويلة كان بزوغ فجرها في أواخر العام 1990 بإجرائه للعمليات الجراحية لفصل التوائم السيامية، مشكلاً بذلك ظاهرة جديدة على مستوى الشرق الأوسط، بالإضافة لتدرجه في العديد من المناصب التي أدارها بحنكة وقدرة، ساهمت في اختياره مشرفا عاما على مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية في العام 2015.
وأضاف آل مناخرة: «منذ توليه مهمة الإشراف على المركز حرص على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين ليكون المركز مختصاً بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة، بالإضافة إلى إيصال رسائل اعتدال وتسامح للعالم من خلال العمليات التي قام بها، مما جعله يستحق هذه الجائزة، تتويجاً للعمل الكبير الذي قدمه للمملكة على وجه الخصوص وللعالم أجمع».
وأشار إلى أن الجائزة تهدف إلى تعزيز 5 مفاهيم رئيسية لدى المجتمع تتمثل في إبراز الصورة الحقيقة للمملكة في مجال الاعتدال، ودعم الجهود الرائدة للأفراد والجماعات أو الهيئات والمؤسسات، وتشجيع المبادرات المعززة لثقافة الاعتدال، وزيادة مستوى الوعي حول أهمية الاعتدال في مجالات الحياة كافة.
واستعرض الحفل سيرة الفائز وجهوده الطبية والإنسانية في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال المنبثق من تعاليمنا الدينية السمحة.
الجدير بالذكر أن جائزة الاعتدال نبعت من فكر الأمير خالد الفيصل ورؤيته في بناء الإنسان والمكان وتحقيق الإنجاز والتميز والإبداع فيهما ونظريته التي عنوانها «لا للتطرف لا للتكفير، لا للتغريب»، نعم للاعتدال في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة إنه الدين والحياة إنه الإسلام والحضارة إنه منهج الاعتدال السعودي.
وفي ختام الحفل التقى أمير مكة توأمين سياميين من جمهورية الكاميرون أجرى عمليتهما الدكتور عبدالله الربيعة عام 2006 ثم كرّم سموه الرعاة.