م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الاقتداء فطرة إنسانية.. بل هي فطرة كل مخلوق حي.. فالاقتداء يكون بالتشبّه والتقمّص والمحاكاة.. ومن خلالها تنتشر الفضائل كما تشيع الرذائل.. ودافعه الإعجاب أو الاستحسان أو المحبة فهي التي تثيره في النفس وتحفزه.. من هنا تكمن أهمية القدوات الذين يكون تأثيرهم أكبر وأعظم أثراً مما يُقْرأ أو يُلَقَّن.. فالتأسي يكون أعمق بالنموذج الحي الماثل أمامك لا بالنموذج الذي يُحْكى عنه ويُرْوى.
2. في زمننا الحاضر أصبح للقدوات أهمية قصوى.. فتعددت مصادر التلقي الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي.. التي جعلت من عينات مجتمعية كثيرة نماذج يمكن أن تُتخذ كقدوات وعلى شكل خاطئ.. وفي هذا خطر كبير على رؤيتنا لأنفسنا ورسالتنا في الحياة كأفراد وكمجتمع.. فهؤلاء يقدمون أنفسهم كنموذج لأفعال الشباب وأقوالهم وهيئاتهم ورغباتهم وطموحاتهم وتعاملاتهم وسلوكياتهم.. من هنا تبرز أهمية إظهار القدوات السوية المتفق عليها وتقديمها للشباب كقدوات لها مكانتها ومفيدة لمجتمعها.. أن تكون قدوة فتلك هبة عظيمة ميَّزك الله بها عن معظم خلقه.. فيا له من محظوظ من ملك تلك الصفات.
3. الآن ما عساي أن أقول عن (أبي زكي) الشيخ عبدالعزيز الشويعر؟.. لو حاولت أن أختار صفة واحدة ميَّزته وجعلته من الندرة من الرجال فستكون حتماً أنه دائماً يد عليا.. فهو المبادر في كل ما هو «علم غانم».. لأنه يمنح وينفق ويأسو ويزور ويعود ويشارك ويتسامح ويتغافل.. ويؤدي واجباته بروح المحب ولسان الودود وابتسامة المرحب واهتمام الحريص.. إنه يغمر من يلتقي بالترحاب.. ويغرق من يجالس بلطيف العبارة وجميل اللقاء.. ويعجب المرء كيف أنه لا يرى إلا الجميل ولا يسمع إلا الحسن في كل من يقابل ويعرف.. ويعجب أكثر كيف أنه يفعل المعروف فيمن يعرف ومن لا يعرف.
4. تكريم الدولة -رعاها الله - للشيخ الشويعر ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.. هو تكريم ملكي لكل الرجال الوطنيين الذي خدموا مجتمعهم وبلادهم بقوة وإخلاص وصمت.. وهو بادرة تحفِّز الرجال الذين تمتلئ قلوبهم بحب الخير وأداء المعروف.. والرغبة في أن يكونوا يداً عليا تعطي وتهتم.
5. أبو زكي.. رعاك الله وحفظك.