فوزية الجار الله
يا للأسى ويا للأسف و.. يا للحياة حين تأتيك بما لا تتوقع..
لا أدري هل ألوم نفسي أم ألوم الظروف.. أم الليالي المعتمة التي تنهل إلينا عبرها الذكريات بكل ألوانها ما بين الشهد والحنظل..؟ لا أدري هل ألوم ذاتي الغارقة في التزاماتها، ما بين كرها وفرها أم ألوم البعض الذين كان بأيديهم إضاءتي ببعض الأخبار لكنهم لم يفعلوا؟ لكن مَنْ أولئك البعض؟ لعل لهم أعذاراً وأنا ألوم؟!
قبل ساعات من كتابة هذه السطور، كنت أتصفح بعض التغريدات في مملكة السيد «تويتر» فقرأت خبراً أذهلني عبر تغريدة للأستاذ خالد الحسيني يتحدث فيه عن ذكرى وفاة حامد عباس..! هل يعقل هذا؟ هل كنت غائبة إلى ذلك الحد فلم أعلم بوفاته؟ رحيله كان مؤلماً وتأخر الخبر في الوصول إليَّ كان ألماً آخر..
كان الأستاذ حامد عباس «أبوهاني» حاضراً في مشهد بداياتي في الكتابة والنشر، بدأت الكتابة في السيدة «صحيفة الجزيرة» ولسبب ما فقد انتقلت فترة من الوقت للكتابة في صحيفة عكاظ لمدة ثلاث سنوات، وقد تزامنت تلك الفترة مع حرب الخليج، كان تواصلي مع الأستاذ حامد عباس ذلك الرجل النبيل النقي، الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان حينها مسؤولاً عن الزوايا الصحفية، طلب مني البحث عن عنوان للزاوية الصحفية الأسبوعية التي سأكتب عبرها أسبوعياً في الصحيفة، وحين تأخرت قليلاً استأذنني في أن يختار لها عنوان «سحر الصدى»، وقد وجدته مناسباً فوافقت، كان يتواصل معي لأجل الزاوية ما بين الحين والآخر، وذات يوم أبلغني بأنه يود إذاعة إحدى قصصي القصيرة ضمن برنامجه الإذاعي «قصة من الأدب السعودي».. يومها تواصلت معي حرمه الجميلة السيدة «فائزة» حيث كانت تساعده في إعداد البرنامج الإذاعي، ورغم أني لم أقابلها وجهاً لوجه إلا أنني استشعرت قربها إلى نفسي وخفة روحها وقدرتها الفائقة وأسلوبها الراقي في التواصل مع الآخري. أخذنا نتجاذب أطراف الحديث عبر الهاتف بهدف اختيار إحدى القصص من مجموعتي «في البدء كان الرحيل» قالت: ما رأيك؟ أنا اقترحت على حامد «تعني زوجها حامد عباس» أن نختار قصة «الصداع» لأننا جميعاً نشعر بالصداع هذا الأسبوع.. ثم تصاعدت ضحكاتنا معاً لطرافة الموضوع.. في النهاية اتفقنا على اختيار قصة «لا شيء هناك»، وقد تم تقديمها بشكل جيد عبر البرنامج الذي كان من إعداد حامد عباس -رحمه الله.
علمت بأنه قد ترك الصحافة في السنوات الأخيرة قبل وفاته التي كانت في فبراير 2016م.. رحم الله الصحفي الكاتب والمستشار الإعلامي حامد عباس الذي ترك خلفه سيرة وذكرى طيبة -رحمه الله - وبارك في السيدة حرمه «فائزة» وبارك في أبنائه الأربعة د. هاني وهتون وهديل وهتاف وعوضهم خيراً، والحمد لله أولاً وأخيراً.