يوسف المحيميد
كثير من الدول في العالم تتخذ من مصادر قوتها وسيلة فاعلة للوصول إلى اقتصاد قوي ومستدام، ولا شك أن الثروات الطبيعية الغنية هي أكثر هذه المصادر أهمية، خاصة حين تتحول إلى صناعات تحويلية بما يخلق لها قيمة مضافة، تعود على هذه البلدان بالفائدة على مستويات عدة، من بينها إبقاء رأس المال في الداخل، وإيجاد فرص عمل لمواطنيها، ورفع الناتج المحلي الإجمالي وغيره من المؤشرات التي تخدم هذه الدول.
ولكن ماذا لو لم تحظَ هذه الدول بثروات طبيعية، هل تكف عن ابتكار حلول لاقتصاد قوي ومتماسك؟ بالتأكيد لا، فكثير من الدول والمدن صنعت اقتصاداتها من مجرد إقامة المؤتمرات والملتقيات والمنتديات، وغيرها من صناعة السينما أو الترفيه أو السياحة عمومًا، فمثلًا مدينة دافوس السويسرية، مدينة صغيرة اشتهرت بمنتداها الاقتصادي السنوي الذي يجتمع فيه نخبة من رجال السياسة والأعمال من مختلف دول العالم للتباحث حول قضايا سياسية واقتصادية معينة؛ وغيرها من المدن التي تميزت بنشاط أو منتج معين اكتفت به لصناعة اقتصادها واستثمارها.
هذه الأيام تحتفل العاصمة بموسم الرياض، في أنشطة ترفيهية مكثفة تخطط لصناعة ترفيه داعم للسياحة في المملكة، وقد انطلق الموسم الذي تنفذه هيئة الترفيه انطلاقة قوية في فعاليات تحاول أن ترضي كل ذائقة، وتلبي كل اهتمام، وهي إذا نجحت، مع دعم هيئة المعارض والمؤتمرات وتمكينها، لتنظيم مؤتمرات وملتقيات عالمية ضخمة وجاذبة، فهما كهيئتين، ستدعمان السياحة في المملكة بشكل قوي، وتضيفان رقمًا جديداً على الاقتصاد الوطني، وتسهمان في تنويع مصادر الدخل للدولة، فضلا عن توفير فرص عمل جيدة للشباب من بنات وأبناء الوطن.