سعد الدوسري
لماذا تستنكرون طروحات معارضي الترفيه؟! كما أن لكم الحق في التأييد، لهم الحق في المعارضة. أنتم اليوم تحظون بما لم تحظوا به، طيلة أربعين سنة، فابتهجوا كما كانوا هم يبتهجون. لقد كنتم تعارضونهم في تلك السنين، ولم يكن أحد يستجيب لكم. دعوهم يعارضون اليوم، ولا تستجيبوا لهم. المساحة متاحة للجميع لكي يعبّروا عما يشاءون، طالما أن المسألة في إطار الرأي الموضوعي، ولا تتعداه للتجريح والقذف في الأشخاص. لقد مرَّتْ التجربة الفكرية بصراع لم يشهد له تاريخ بلادنا مثيلاً. تمّتْ معارضة الحداثة، وألقيتْ التهم على الحداثيين جزافاً، ما بين الكفر والخيانة والعمالة، سواءً في منابر المساجد أو التسجيلات الصوتية أو النشرات والمطويات أو الكتب والمقالات. وعلى الرغم من كل ذلك، شقت الحداثة طريقها بقبول من مكونات المجتمع، وشكّلت لديهم وعياً راسخاً، هو الذي ساند بعد ذلك، برامج ومشاريع التحول الوطني، التي أسقطتْ خطابات التطرف والتشدد والتجهم.