فهد بن جليد
الفُرص الاستثمارية الترفيهية التي يقتنصها ويبحث عنها اليوم المستثمرون الخليجيون والعرب وحتى الأجانب في السعودية، يجب أن ينتبه لها المُستثمرون السعوديون ورجال الأعمال، لأنَّهم أولى بجني الأرباح وتحقيق المكاسب في هذا الاستثمار خصوصاً في المناطق السياحية وذات الأجواء المُعتدلة في المملكة، والتي عانت لسنوات طويلة من تخوف أصحاب رؤوس الأموال وترددهم من الاستثمار الطويل في مجال الترفيه فيها، فالمشاريع السعودية الترفيهية ما زالت بكراً ويمكن أن تُدر أرباحاً مضمونة إذا ما تم إحسان الاختيار للمكان وتقديم فعاليات جيدة ومُنافسة ذات بهجة ومُتعة، ولنتذكر أنَّ ذائقة السعوديين عالية جيداً، فنحن وإن لم يدخل الترفيه إلى بلادنا كصناعة إلا مُتأخراً، إلاَّ أنَّنا بشهادة الجميع من أكثر السياح إنفاقاً في الخارج وبحثاً عن الترفيه والسعادة والمتعة، حتى باتت كثير من الفعاليات الترفيهية في الدول السياحية تتكيّف مع إجازة وقدوم السعوديين إليها.
الصورة لانتعاش وازدهار هذا القطاع محلياً باتت جلية مع اقتناع السعوديين شيئاً فشيئاً بأنَّهم سيجدون مبتغاهم من فعاليات الترفيه والمتعة والبهجة في الداخل مع مواسم السعودية المُتعدِّدة بطول البلاد وعرضها، وعلى رأسها موسم الرياض الاستثنائي الذي ولد كبيراً قبل أن يبدأ، ولعلَّنا عندما نتذكَّر أنَّ موسم الرياض وحده وفَّر نحو 47 ألف وظيفة دائمة ومؤقتة، فضلاً عن الدائرة الاقتصادية التي أحدثها في السوق والأنشطة التجارية، نكتشف أن الترفيه صناعة مهمة فاعلة لا تقتصر على أجواء المتعة فحسب، بل لها فوائد ومكاسب عديدة ومتنوِّعة.
الأنظمة والقوانين الداعمة والمُحفِّزة لإقامة مشاريع ترفيهية محلية مُستدامة أصبحت واقعاً ملموساً تمنح السعودي ما لا يمنح لغيره من دعم وتسهيلات، أمَّا دراسة الجدوى لأي مشروع ترفيهي سعودي محلي فهي إقبال الناس وتعطّشهم لبرامج وفعاليات البهجة، إذا ما كانت تستحق وعلى الموعد حقاً، وهذا أشبه بالاستفتاء حول الرغبة في وجود مثل هذه المشاريع في السعودية بشكل دائم، في منتدى صناعة الترفيه الذي اختتم في الرياض البارحة، الدهشة لم تُصب الجماهير والحضور فقط، فحتى الزوار من الفنانين وقادة الترفيه من مختلف دول العالم، كانوا هم أيضاً مندهشين من القفزة الكبيرة التي حققها السعوديون في وقت قصير في التحوّل من اللا ترفيه إلى قيادة الترفيه كصناعة وخيار إستراتيجي، ورهانهم الدائم على جلب كل العوامل ليس للنجاح فقط، بل للتربع على الصدارة وقيادة هذا القطاع في المنطقة.
وعلى دروب الخير نلتقي.