د. خيرية السقاف
هذا الزخم، والتفاعل الحيوي في المجتمع بين التغيير، والإضافة، والتطوير،
لا يضخ الحماس في عروق القائمين، والمبتكرين، والفاعلين فيه على أرض الواقع وحدهم، بل تسري شعلتها في نسيج كل المجتمع بفئاته المختلفة، وأجيالها، وأعمارها، وثقافتها، وقناعاتها، ورغائبها، واختصاصاتها..
على رأس هذا الزخم، كل القرارات الحاسمة من أجل صنع مجتمع يتمتع بكل ما تتمتع به المجتمعات البشرية المتقدِّمة:
حيث ضمان العدل، وتطوير منصاته، وتسريع إجراءاته، وعنايته بقضايا الأفراد، فطمأنينته على حقوقه، وإشاعة الفرص، وتمكين الأفراد من وسائل الحصول عليها، وتمتعهم بالولوج في متاحاتها، وتنويع مصادر دخلهم، وتيسير وسائل اكتسابهم، وزجهم في ترسانة المسؤولية المجتمعية عن الذين يتعايشون معهم، تحت مظلة هذا الوطن، وفوق ثراه تعلماً، وتعليماً، وتطبباً، واتصالاً، واستثماراً، واكتساباً للخبرات، والإضافات، وتمكيناً من الإنجاز في أجواء رحبة، في هذا الزخم بين أيديهم حنطة العجين، وفرن الرغيف، وطريق السير، وتربة الغرس، وجدول السقيا..
فهذا الزخم لا يدع لأحد وقتاً للتفكير الذاتي المنفرد إلا في حدود العناية المسؤولة عن الذات المفردة لكل واحد لتكون مهيأة للانضمام إلى ركب المتسابقين نحو البناء، والإنتاج، والإنجاز..
إن هذا الزخم لهذه المرحلة الفارقة حتى المفكرين، يجدون فيه فضاءً واسعاً لأن يحلقوا لآماده، ثم يعودوا بالحصاد في منجزات فكرية تواكب واقعه، وتستشرف قادمه الوسيع، والموحي بملهماته القزحية..