خالد بن حمد المالك
تُظهر مشاهد الصور الصادمة للأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين إثر إعدامهم على أيدي القوات العميلة لتركيا، بعد أن مهّد اجتياح القوات التركية للأراضي السورية شمال شرق الفرات لهم ذلك، إلى أي مدى تستمتع القوات التركية بمشاهد دماء الأبرياء وهم يتساقطون على أيدي المسلحين المدعومين من الجيش التركي وبالمشاركة في الجريمة مع عناصر هذا الجيش المعتدي.
* *
وإذا كان من ضمن أهداف الغزو التركي لسوريا احتلال أراض على امتداد الحدود مع سوريا وبعمق يصل إلى 30 كم، فإن تركيا عندما تمارس هذا العمل وتُظهره بهذه المشاهد الدامية، فهي إنما تكرِّر نفس سلوك تنظيم داعش الإرهابي في القتل بدم بارد، والتعذيب بقسوة وبلا رحمة لمن يقبض عليه حيًا، وتصوير المشاهد لإرعاب وإخافة من يفكر في مواجهة هذا العدوان.
* *
بل إن وزير الخارجية التركي إمعانًا في ذلك رفض أي وساطة لمنع قواته وعملائه من استباحة الأراضي السورية، وحماية المدنيين من التعرّض لهم بسوء، أو تغيير سلوكه الإرهابي، ورافضًا أيضًا الاستجابة لدعوات التهدئة التي نادت بها بعض المنظمات الدولية وبعض الدول، لأن أردوغان مصمم على تنفيذ كل مخططاته ودون استثناء، حتى ولو كان ثمن هذا العدوان إعدام كل من لم يسعفه الوقت أو الظروف من المواطنين للهروب من سكنه ومقر إقامته، وتعذيب من تم القبض عليه كما شُوهد ذلك عبر قنوات التلفزة.
* *
هذا التصرف المجنون والأحمق، والعمل الجبان وغير المسؤول، لا يقدم عليه إلا القتلة والمجرمون، ومصاصو الدماء، ومن نُزعت منهم الرحمة والإنسانية، وأردوغان هو هذا المجرم القاتل الذي لا يرحم، متحصناً بقوات كبيرة مدججة بالسلاح الفتَّاك في عدوانه على أهل الأرض وأصحابها الذين يدافعون عن أرضهم بصدور عارية إلا من سلاح خفيف ليس بمقدوره أن يواجه قوة عسكرية ضاربة يسيرها الرئيس التركي لتنفيذ عدوانه أمام أنظار العالم.
* *
لقد سلَّمت الولايات المتحدة الأمريكية لنظام أردوغان حق اجتياح المنطقة بانسحاب القوات الأمريكية، وكأنها بذلك قد أعطته الضوء الأخضر ليفعل ما فعله، وما إن انسحبت القوات الأمريكية، حتى سارع الجيش التركي على عجل ليمارس هذا العدوان، ويلقي بحمم مدفعياته وطائراته وصواريخه على القرى المتاخمة للحدود السورية مع تركيا، غير مكترث بما يتواجد فيها من مدنيين ومن سيكون بينهم بين قتيل وجريح.
* *
عمومًا فإن لتركيا تاريخاً قديماً من المجازر التي تمت على أيدي الجيش التركي بحق العرب الأحرار، وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد، بالوحشية نفسها التي كان وما زال يتصف بها سلوك الجيش التركي، في كل معاركه العدوانية مع العرب، بما لا يجعلنا نستغرب أن يتكرر نفس (السيناريو) على أيدي المجرم رئيس تركيا أردوغان، غير مكترث بصيحات الاستغاثة التي تنطلق من بين الجرحى، بل غير متأثر أو مبالٍ بمشاهد القتلى من الأبرياء، كما هي صورهم التي تناقلتها محطات التلفزة، وكأنه يقول: انتظروا المزيد، فلا يزال العدوان في بداياته.