د.إبراهيم بن جلال
لا يمكن لأي حيوان أن يُجيد القساوة، ويتفنن بها مثل الإنسان، فكُلما وقعت كارثة، جاء إلينا «راسكولينكوف»؛ بصورة قبل الموت وبعده في رواية «الجريمة والعقاب» لدوستويفسكي، مُعتقداً أنه يقوم بعمل جليل، يعجز عنه سواه، فقبل أن يُقدم على جريمته، كتب مقالاً حول أعمال القتل التي لا يجب أن تُرتكب بحق الإنسانية، فالمجرم يُعد التبرير سلفاً. إذاً: من هو المجرم الحقيقي: المُحرِّض أم المُنفذ؟.. لقد وجدت عند ترجمتي لأشهر الروايات العالمية كـ»الإخوة كارامازوف»: أن إبداع كل سفاح في رسم جريمته، وطرائق إعدادها وتنفيذها بروحانية الشيطان التي دأب عليها الإرهابي المُختل خميني، وكأنه يعكف على لوحة لقبرهِ، هو ومن والاه ليُخلدوا بها، قابعين على كراسيهم، مُطالعينَ لأنفسهم اللوامة الشداقة النداحة، حسراتهمِ الكُبرى، وويلات حماقات يتغنون بها على أجساد شعوبهم ممن لا حول لهم ولا قوة ...
تفاهة رجل: إن الإجرام رجلاً يتوازى مع التفاهة والسُّخف، عندما يُكلفُ نفسهُ بمهمة لصالح البشرية، دون أن يعي أن يكون مقتلهُ عادياً، بل سنراه في مسرحية هزلية، لشدة تفاهتها وسُقمها في جُثث الأبرياء والأطفال بسوريا والعراق واليمن وهي تؤرِّق مضاجعه، وأبنائهم في بزخ من العيش.. بل حتى أبرياء شعبه لم يئن لمُعاناتهم وجوعهم من العزلة الدولية عليهم، أو كأفلام الـ «كاوبوي»، فيُرسل خُردته المُسيرة على مُنشأتي وطن أمن، ظاناً أنه سيحول سكينتها إلى كابوس.. لكن الله أكبر، فتتحول نقمتهم من خسارة العالم لـ5.5 % من إمداداته النفطية، في يوم واحد إلى نعمة بلُحمتنا الوطنية التي أطفأت نيران العالم بعودتها للأسواق. ولم يراع حتى حق الضيافة، ولا الأعراف الدولية، عند وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً عليهم، ليطعنهُ بمُهاجمة ناقلاتهم اليابانية، إذاً ليس لهم وفاء بالعهود.. فكيف طرائقهم من شعوبهم؟. إنها أفاعيل إبليس وحماقته التي تعالى بها على الله.. بل هي أباطيل ميليشيا لا ترى إلا نذير عمل حربي يُهلكهم أولاً.. فمن العتهِ المُجازفة فيها لتحسين طهران موقفها، بعد انسحاب أميركا من الاتفاقية النووية الإيرانية، وفرض عقوبات قاسية عليها.
مُصادقة نفس: صدق ولي العهد عندما صارح للعالم بضراوة عن معتوه الأرض وتهديده منطقة بها أكثر من 30 % من إمدادات الطاقة العالمية، و20 % من المعابر التجارية العالمية، و4 % من الناتج القومي العالمي، تخيلوا أن يتوقف كل هذا، فالحرب ببساطة لا يدخُلها إلا أحمق، لا هدف له سوى إثبات حُمقه بما يفعل..! وإذا لم يتخذ العالم موقفاً صارماً لردعه، فسنرى عته الخميني وأذياله في ساحة صراع دموية للعالم، فهم لا يخافون على أبنائهم وسُمعتهم... بل يخافون أن يستدل الخير على قريتهم، وأن تتحول إلى عُشب أخضر عامر.. حتى صارت خريطة الخوف، وستبقى بوحشيتها وتفاهتها دالة عليهم، مُخيل لهم أنها عمل عظيم أهدافها لكنه في نهاية الأمر مُجرم تافه، سواء كان اسمه خميني أو رُوحاني أو خيبة الله وحوثييهم.. وغيرهم كُثر.
رسالة: لا تأمَنن شر غضبةِ الحليم، فلا المملكة ضعيفة، ولا هي صغيرة، بل كُبرى منّها الله وبيته بأفئدة المليارات، وكأنها قارة عامرة بالخير، يترصدها ذلك البهلول وإسطنبوله وأعداء كُثُر، يلفحهم بسمة ولي عهدنا بوجههم مُتفائلاً كعادته، لا مُتشائماً، مُلامساً بوطنيته لقاء مشاعرنا وأحزاننا عند أية فاجعة لمواطن سعودي، مُتحمّلاً المسؤولية كقائد، مُتوعداً أياً كان أخطأ في حق مواطن دون استثناء، مبيناً ما يراود الناس عنا من إشاعات مغلوطة، بل مُعلناً مواصلة الليل بالنهار لتجاوز هذا الأمر، تحقيقاً لرؤية مُستقبلنا القادم، فهل يعقل أولو الألباب؟! لقد فتحت المملكة للعالم بابها فليأتي من أراد ليرانا بأُم عينه ما سمع من أباطيل، فلن يُؤثّر علينا أو على سير عدالتنا شيء، فللمملكة قوانين تحكمها من أهم ركائزها استقلالية القضاء التي فرضت احترام العالم لها.
أيها الحمقى: هذا هو الشرُّ الصغير والخير الكبير.. الشرُّ السهل والخير المُضني.. فمن سيُعيد إعمار وطنكم وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان؟ من سيُعوّض اقتصاديات دول انهارت بنيتها؟! طبعاً ليس القوى التي دمرتها كإيران وتركيا وأياد قطر الخفية. فهناك دائماً من يدمِّر وهناك من يعمِّر.