سعد الدوسري
لماذا يغضب البعض، حين نقول إن صدام حسين، باتخاذه القرار الأحمق والمتغطرس باجتياح دولة شقيقة وجارة، دمّر وطنه الذي كان شامخاً بالتعايش وبالنماء وبالثروات الطبيعية والموارد البشرية وبالعلماء والمبدعين والمفكرين؟! إنها الحقيقة المرّة أيها السادة. لقد أتاح بهذه الحماقة النرجسية، المجال لإيران وللولايات المتحدة لكي تحتلا بلاده، وتحيلها إلى بقعة جغرافية تحكمها الفوضى السياسية العارمة، والطائفية القميئة، والفساد المالي. بلاد لا تقدم لأهلها سوى الجوع والموت والتطرف والإرهاب.
حين نتابع ما يجري اليوم من عدوان على الأراضي السورية، من قبل نظام أردوغان، فإننا نتساءل عن حجم فهم الدرس العراقي، إذ إن الغطرسة هي نفس الغطرسة، والحماقة السياسية هي نفس الحماقة، والمحصلة ستكون نفس المحصلة، سواءً كان هناك تنسيق مع الناتو أو الولايات المتحدة أو لم يكن. هناك وطن سيدفع الثمن عاجلاً أو آجلاً، وسوف لن ينفعه قائده الباحث عن الأمجاد الزائلة!