فهد بن جليد
نجاح موسم الرياض تقرأه في أعين وتعليقات غير السعوديين الذين يتابعون الفعاليات ويتعرَّفون عليها عن بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا فضلاً عن ردود فعلنا نحن من نعيش ونشهد تفاصيل هذا الحدث التاريخي في المنطقة عن قرب، قليلة هي المشاريع التي يمكن الحُكم على نجاحها قبل أن تبدأ، ولعلَّ ردود فعل الناس والجمهور حول أجندة موسم الرياض والفعاليات المُصاحبة والمتنوِّعة، إضافة للاستعدادات المُبكرة والعمل الدؤوب والجاد على أرض الواقع طوال الـ 24 ساعة، مع اختيار طرق ترويج مُبتكرة ذكية وجاذبة للموسم، باستهداف كافة الشرائح من الداخل والخارج، كل هذا وغيره كان كفيلاً بالمُراهنة على أنَّنا على أعتاب موسم ترفيهي تاريخي ناجح بكل المقاييس وفريد من نوعه. ما شهدته الساعات الأولى مع انطلاق أول فعاليتين في الموسم (مهرجان الصيد والصقور، وحفلة فرقة TBS الكورية) من حضور كبير يعطي مؤشراً على حجم الإقبال الكثيف على فعاليات الموسم، وأنّا مُتأكد أنَّ الفعالية الثالثة التي ستنطلق صباح اليوم في الريتز كارلتون (منتدى صناعة الترفيه) ستشهد هي الأخرى إقبالاً وحضوراً أكبر من المتوقع.
كل ما سبق يعني أنّ على المسؤولين عن موسم الرياض التي سيبدأ معظم فعالياته يوم الخميس المُقبل معرفة أنَّ الطلب أكبر من العرض، رغم ضخامة الفعاليات التي تنوَّعت بشكل شامل لتلبي ذائقة الجمهور، وهو ما يُحمِّل المنظمين مسؤولية مُضاعفة -هم جديرون بها- لاستيعاب تعطّش الجمهور وشغفهم بالتجربة، في الأيام المقبلة ومع اكتمال انطلاق الفعاليات وتناقل وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للحظات التي يعيشها الناس وردود فعلهم، سيزداد الإقبال أكبر وأكبر من داخل السعودية ومن خارجها، فالتجربة فريدة وجديدة وهناك شغف لاكتشاف السعودية ومعرفة الكثير عنها، ولا شك أنَّ هناك من لا يعجبه هذا النجاح والتطور والانفتاح على العالم، وربما سعى لتشويه الصورة بشكل أو بآخر، ودورونا وواجبنا كمواطنين هو تفويت الفرصة على مُحاولة مثل هؤلاء المندسين للتنغيص على الناس فرحتهم وبهجتهم، باصطفافنا لإنجاح هذه الفعاليات وإظهار الصورة الحقيقية للمواطن السعودي المُرحّب بالترفيه النقي والبريء والمُتفاعل معه.
أعجبني كثيراً إطلاق (سناب موسم الرياض)والتواصل الفوري والآني مع الجماهير والزوار بنقل التفاصيل لهم من قلب الفعاليات والأحداث، وإرشاد الزوار والحضور وتذكيرهم ببعض التفاصيل والاشتراطات التي يجب مراعاتها، كما حدث في نوع الحقائب المسموح إدخالها لحفل الفرقة الكورية وغيرها، وأعتقد أنَّه يمكن استثمار هذه المنصة لرفع مستوى الوعي لدى المُتابعين الذين ينوون حضور الفعاليات التي تتم تغطيتها ومُتابعتها، وهي طريقة عملية وعصرية وحضارية وفعَّالة لإيصال الرسالة للجمهور، والقضاء على بعض التصرّفات العفوية والخاطئة التي لا تتناسب مع الحدث، فالرهان سيبقى كبيراً على الجمهور السعودي الصادق والمحب لوطنه في خلق الصورة النمطية عن الحدث وإنجاحه مهما تنوَّعت الفعاليات وتعاظمت.
وعلى دروب الخير نلتقي.