«الجزيرة» - الرياض:
ما أن دقت عقارب الساعة الواحدة ظهراً في العاصمة الرياض أول أمس الجمعة، وأعلن المنظمون لفعاليات موسم الرياض، إيذاناً ببدء الفعاليات حتى توافدت أعداد كبيرة من الأسر والأفراد من داخل المملكة وخارجها لحضور فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي والمقام على واجهة الرياض خلال الفترة 11-15 أكتوبر الجاري.
وقدم خلال اليومين الماضيين أكثر من 350 عارضاً من داخل المملكة وخارجها عروضهم المتنوعة التي اشتملت على أفضل أنواع الصقور وأندرها فضلاً عن أدوات ومستلزمات الصقارين، كما شهدت أركان الرحلات البرية للتخييم، والأسلحة النارية والهوائية، والسيارات المعدلة، الفنون التشكيلية، والمتحف (المركز التعريفي)، والرماية بالسهام، ومزاد الصقور، والهولوجرام إقبالاً من الزوار والأسر والأطفال.
وواصلت فرق العمل في معرض الصقور والصيد السعودي مجهوداتها على مدار الساعة لتجسيد الدور التكاملي بين مختلف الجهات العاملة لاستقبال التدفق الكبير الذي شهدته جميع أركان المعرض من الجمهور من داخل المملكة وخارجها.
وكشفت اللجنة المنظمة أن النسخة الحالية للمعرض روعي خلالها عناصر التجديد والتنوع في الإثراء المعرفي ونشر الوعي وتثقيف المجتمع، حيث تضمنت الفعاليات المصاحبة محاضرات وندوات ثقافية وأدبية وورش عمل ذات العلاقة في تعزيز ثقافة الاهتمام بالصقور ورياضة الصيد، وسط توقعات بتزايد أعداد الزوار والهواة بالصقور والصيد خلال الأيام المقبلة.
وعلى الرغم من حجم المشاركات الداخلية والخارجية، لـ20 دولة في المعرض، لم تغفل اللجنة المنظمة للمعرض احتياجات الأسر والأطفال فكان عدد من الأقسام الخاصة بهم والمطاعم والكافيهات التي تقدم لهم ما يحتاجون إليه طيلة بقائهم في المعرض.
وفي جانب الفعاليات الثقافية والمسرح، شهدت أروقة المعرض وقاعاته المجهزة عدداً من المحاضرات التثقيفية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي المعرفي والثقافي بالبيئة البرية والكائنات الحية وبالأخص الطيور الجارحة والصقور على مستوى العالم.
ففي محاضرة للدكتور تامر خفاجة جاءت محاضرة اليوم الأول عن محمية دبي الصحراوية قصة نجاح في مجال السياحة المستدامة وإعادة تأهيل الموائل، وفي محاضرة أخرى للدكتور مؤيد شيرشاه تناول فيها تاريخ الحبارى الآسيوي من حيث وضعها الحالي ومستقبلها المزدهر.
كما شهد الحضور يوم أمس السبت محاضرات أخرى عن أهم أمراض الصقور في المنطقة وأسس تفعيل استراتيجيات مكافحة الأمراض، بالإضافة إلى محاضرة عن الجديد في تغذية الصقور، وأهمية الطيور المهاجرة وحماية مسارات الهجرة.
وعلى صعيد فعاليات النشاط المسرحي، قدم خلال اليوم الأول للمعرض عدد من الفعاليات المدرسية الخاصة بالطلاب والطالبات، وفي فقرة الرواة استلهم الحضور قصص من التراث تحكي العلاقة الأزلية بين الإنسان والصقر قدمها الراوي بدر اللامي, كما قدم الصقار والشاعر المعروف عبدالله بن عون فقرة حياة الصقاقير التي نالت استحسان الحضور، بالإضافة إلى فتح المجال أمام مشاركات الجمهور ضمن فعاليات الرسم والنحت الحي.
حسابات التواصل الاجتماعي للمؤثرين وعدد من الشخصيات كان محور حضورها حول أهمية المعرض، ما يعكس حجم الانتظار والترقب لفعالية خاصة تلامس موروثنا الشعبي وثقافة الأجداد في تربية الصقور والصيد التي استمرت بحضور قوي حتى يومنا لما فيها من قيم وإحساس بالفخر والإبقاء على مفردات الماضي والحفاظ عليها.
وقد تم بالفعل إبلاغ المعرض بحضور عدد كبير من المسؤولين والخبراء والرعاة والمثقفين وهواة الصيد والفروسية ورحلات السفاري البرية من داخل المملكة وخارجها.
ويهدف المعرض إلى بناء جسور التواصل بين الصقارين في المملكة العربية السعودية ودول الخليج والعالم، مما يسهم في تعزيز ثقافة الاهتمام بالصقور ورياضة الصيد، وتبادل الخبرات بين المشاركين في المعرض، إلى جانب إتاحة الفرصة للعارضين في تسويق منتجاتهم والتعريف بها على مستوى المملكة ودول الخليج والعالم، الأمر الذي يرفع من نسبة المبيعات وزيادة دخل أصحاب المنتج التراثي المعين، مما يدعم الاقتصاد الوطني والتنمية في مناطق المملكة المختلفة.
كما يسهم المعرض في إبراز جهود المملكة العربية السعودية ورعايتها للموروث للحضاري، وفي مقدمته الاهتمام بتربية الصقور، ورياضة الصيد ومستلزماتها، لاسيما أن المملكة تعد ضمن الدول المدرجة في لائحة اليونسكو للدول المربية للصقور، إذ إنها تمثل موطناً مهماً لأنواع مختلفة منها، وملتقى وممراً للصقور المهاجرة منذ عصور ضاربة في جذور التاريخ.
يذكر أن معرض الصقور والصيد السعودي الذي تقام فعالياته ضمن موسم الرياض، تستمر فعالياته مدة (5) أيام، خلال الفترة (11 إلى 15) أكتوبر الجاري 2019م، يستقبل خلالها الزوار من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة 12 منتصف الليل.