مها محمد الشريف
لم يشعر وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية بأي ذرة خجل من نفسه عندما أعلن عن دعم الدوحة للعملية العسكرية التي بدأتها أنقرة شمالي سوريا، وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وفقما ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء، يوم الخميس بعد الغزو بيوم واحد، فمن المخزي أن تخرج الدوحة عن الإجماع العربي والدولي.
وأوردت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» بكل صفاقة، أن «أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما مستجدات الأحداث في سوريا».
بغض النظر عن الحجم الحقيقي للخونة، إلا أن الحقيقة ككل هي تلك الأحداث التي عصفت بالدول العربية وأولئك المؤيدين لغزوها، ونشر الفوضى بها في ظل التدخل السافر لتركيا وإيران بالشأن الداخلي للدول العربية، فكل ما يمكن أن يكون لهذا الموقف القطري بأنه يشكل مدى حجم جينات الخيانة بجسد النظام القطري.
فنظل مذهولين أمام هذا الانحطاط السياسي لتنظيم الحمدين الحاكم الفعلي لقطر، الذي يبارك لأنقرة وطهران التوسع الجغرافي على حساب الدول العربية، فهكذا تبدو الأطماع التركية وكأنها تتقدم لتدمير كل شيء وترفض التعاطي مع المخاطر.
وتعد العدة لإقامة مزاد علني تعرض فيه قائمة بعروض أردوغان المخادعة لبيعها بأفضل سعر للعالم، فكانت بدايتها المتاجرة بقضية اللاجئين الذين يصل عددهم إلى 3.6 مليون لاجئ، والتهديد بدفعهم إلى أوروبا إذا صنفت الدول الأوروبية التوغل العسكري التركي في سوريا على أنه احتلال، والورقة الأخرى التي يلعب بها هي تنظيم داعش وأيضاً أسرى داعش.
إن عيون العالم تتجه إلى أرض سوريا الجريحة وسط إدانات عربية للهجوم التركي الذي لا يعرف له نهاية وقد يكون تطوراً يفتح الباب على حرب شاملة بين تركيا والأكراد وهو ما قد يلعب دورًا بتغيير ديمغرافي بشمال سوريا.