رقية سليمان الهويريني
قبل سنوات عدة قامت أمانة منطقة الرياض بمنح أشخاص بطاقة (عين النظافة)؛ ويحق لحاملها تبليغ الأمانة عبر خط ساخن بأي مخالفة بيئية يشاهدها في طريقه. وقد تحمس متطوعو النظافة لهذه المهمة الراقية التي تهدف للرفع من مستوى نظافة المدينة الغالية؛ إذ كان يطلب منهم تسجيل رقم لوحة المركبة ونوعها والمكان الذي وقعت فيه المخالفة.
ولأنني كنت إحدى المتطوعات فقد غلبني الحماس كثيرًا لدرجة صار همي في الطريق تسجيل كل مخالفة من رمي المخلفات وأعقاب السجائر من نوافذ المركبات، وحتى البصق على الأرصفة، وكان يثيرني كثيرًا هذا التصرف البشع! حتى أنه كان ينعكس على نبرة صوتي حين الاتصال.
وكان متلقي المكالمة أحد الوافدين العرب الذي يتفاعل وجدانيًّا؛ ويقول (يخرب بيته)! فيما كنت لا أتمنى خراب بيت الباصق القذر، وإنما تأديبه بغرامة مادية، ولكنها لم تحدث حتى الآن! إذ لم ترد إحصائيات، ولم تقع غرامات.. حتى شعر المتطوعون بعدم جدوى حمل البطاقة؛ فماتت الفكرة في مهدها، واستبدلت بتطبيق (أمانة) الذي يعد أكثر فاعلية فيما يتعلق برفع النفايات من مقر سكن المتصل فقط، بينما لا يتم التجاوب مطلقًا مع بقية البلاغات كالسيارات التالفة والمهملة التي تغص بها الشوارع، وتشكل تهديدًا أمنيًّا وبيئيًّا! ويفترض سحبها لمكان مخصص، وتبليغ مالكها من خلال رقم لوحة السيارة، وفرض غرامات شهرية على فترة الوقوف.
وتأتي أزمة أوراق الشجر المتطايرة في الشوارع التي لا يعتني بها زارعوها، ولا يحرص عمال النظافة على التقاطها؛ وهو ما يتطلب من أمانة الرياض فرض غرامة على كل شجرة لا يتم سقيها والاهتمام بها أو قصها نهائيًّا.
وليت أمانة منطقة الرياض تولي اهتمامًا لسفلتة الشوارع، ومراعاة ارتفاع منسوب المطبات؛ إذ هدفها التنبيه، وليس عقاب السائقين وإتلاف المركبات! كما يحسن بها إعادة تصميم مداخل ومخارج الطرق والشوارع الرئيسية لتخفيف الازدحام، وتقليل حوادث السير؛ فلا يضطر السائق لعكس المسار اختصارًا للمسافة.
وكذلك مرادم النفايات وما ينبعث منها من روائح كريهة، عدا أنها مظهر بيئي سيئ؛ فإن لها أثرًا سلبيًّا على الصحة!
ولأن وزير الشؤون البلدية طلب من المواطنين أن يهدوا له عيوب البلديات فهذه بعضها.. وإني على يقين من سعيه الحثيث، وبذل جهده بهدف نظافة المدن والقرى وجمال مظهرها.