عرض وتحليل - حمد حميد الرشيدي:
كتاب (على منوال يا ليل الصب متى غده) كتاب صادر عام 2011م عن (دار ابن لعبون) للنشر والتوزيع بالرياض لمؤلفه الدكتور عبد العزيز اللعبون.
ويقع هذا الكتاب في 416 صفحة من القطع الكبير, تضمنت حوالي 202 قصيدة جمعها المؤلف للشعراء العرب من مختلف العصور, عارضوا فيها (دالية الحصري الشهيرة: يا ليل الصب...).
ومن أشهر أولئك الشعراء الذين عارضوا هذه القصيدة: أمير الشعراء أحمد شوقي, وبيرم التونسي, والياس أبو شبكة, ومفدي زكريا, وفوزي المعلوف, وخير الدين الزركلي, وجميل صدقي الزهاوي, وبشارة الخوري, وايليا أبو ماضي, وأحمد محمد الشامي, وأحمد زكي أبو شادي, وأبو القاسم الشابي, ومعروف الرصافي, وعاتكة الخزرجي, وغيرهم كثير.
وحول هذه القصيدة الشهيرة التي تعد من عيون الشعر العربي, ولما لها من صدى بعيد المدى وتأثير واضح في ذائقة الشعر العربي, جعلها محط إعجاب كل من سمعها أو قرأها, ودفع بكثير من شعراء العربية لأن يحاكوها أو (يعارضوها) يقول المؤلف:
“يضم هذا الديوان 202 معارضة لقصيدة (يا ليل الصب متى غده). القصيدة هي من عيون الشعر العربي. نظمها علي بن عبد الغني الفهري القيرواني قبل حوالي 1000 سنة. القصيدة في مدح أمير مرسية بالأندلس لتفنيد ما نمى إلى مسامعه من وشاية أن الحصري يشتمه. القصيدة تأسر من يقرأها أو يسمعها. قافيتها دالية وبعدها هاء مضمومة. القصيدة من الشعر السهل الممتنع بحرها إيقاعي هو “الخبب” أو المتدارك ونسيبها استغرق 23 بيتا من أبياتها ال99 بيتا. كان وما زال إعراب مطلعها محل خلاف بين النحويين على ثلاثة أوجه. تغنى بنسبها وبمعارضاتها كثيرا قدماء المطربين والمعاصرين على مختلف الألحان. ذاع صيتها وعارضها مئات الشعراء وما زال يعارضها شعراء في عصرنا الحاضر...”. انتهى كلامه.
وقبيل اختتام حديثي عن هذا الكتاب القيم لا أنسى أن أشيد بالمجهود البحثي الكبير المتميز الذي بذله مؤلفه, ومقدرته العلمية ومنهجيته, ومهارته الفائقة في البحث والتحقيق في هذا اللون من ألوان تراثنا العربي, لاستخراج كنوزه وإبرازها, والتعريف بها, والحفاظ عليها من الاندثار.