محمد ناصر الأسمري
الكتابة عن صديق ربما لا تسمح الاستعانة بصديق، لكن بجواب نهائي فلا بد من المسير في طريق لرحلة متعددة التقاطر والسرعة والأمان.
جاسر الحربش رفيق وصديق وطبيب وإلى نفسي حبيب وأثير. هو يشخّص في عياداته أمراضاً عضوية، ويعالج أخرى فكرية مجتمعية ذات مستويات من الأسقام والفعل التراكمي من تلوثات لعلل وملل.
جاسر (أبو عدي) كما هو طبيب مارس التعليم وعلم في الجامعة طبيبات وأطباء جلهم أبناء مهنة وريادة ووفاء عشيرة، كما بنية الأطباء صليبة فله أبناء أطباء، بل لعل ابنه القاص المبدع عدي ظل وصنو لأبيه في مسارات الوعي وطب القلوب وهو أستاذ في الجامعة ومتخصص في ثلاث تخصصات، أوس استشاري طب القلب والشرايين ويعمل في المشفى الجامعي في البرتا في كندا ومعن هو حالياً طبيب امتياز وباحث في مراكز طبية، وله ثلاث زهرات معلمات وباحثات في شؤون النفط والمعادن, وبعلة كريمة معينة.
تعرفت على أبي عدي في عيادة له في حي الملز قبل ربع قرن، ثم عبر مقالاته في مجلة اليمامة، حيث كنت مثله أكتب، كان له في أطروحاته الفكرية منزع وطني حر بصدق الرواية والدراية، وهذا ناتج من صرامة المنهج العلمي في الدراسات الطبية كأحد فروع العلم التطبيقي، وعالج بمهنية احترافية عالية القدر والمقدار عللاً مجتمعية بنقد ما كان معيقاً للتطور التنوير في مسارات الوطن السعودي والعربي. وشاركنا في الكتابة في صحيفة الوطن حين كنت من كتابها.
توقف الرجل فترة ثم عاد كاتباً متجدداً في صحيفة الجزيرة التي أفسحت لي أنا أيضاً مجالات واسعة لأكون من كتبتها كما هو مصطلح أستأذنا الموسوعي أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري -سلمت براجمه من الأوخاز-. وبعد حين من الزمان أعلن جاسر الحربش تخليه عن الركض بالكتابة في مقال له بـ»الجزيرة» فكان قراره مؤلماً لمن كانوا ينتظرون مقاله الأسبوعي الذي يحتوى على مضادات حيوية لكل علل الأكسدة، لكن لأن الشوق غلاب فقد كتب في صحيفة الحياة بعد إعلان توقفه مقالاً حقن فيه أمصالاً وأدوية مسيلة للدماء لتعيد الحياة في أوردة بعض من أصيبوا بلوثات ضد العربية لساناً وإنساناً وهوية وانتماءً.
بيني وآخي وطبيبي جاسر ما لا تحمل الرسل من الود والتقدير، وأجد فيه من شهامة أهل الريف من خؤولته في الشقيق في منطقة عسير، حين نشأ يتيم الأب والأم، وهو ابن خمس سنين، حين رحل مع عمه إلى الرس، حيث حظي برعاية العم، حيث كانت شهامة الرجولة والعطف.
عرك جاسر بن عبد الله الحربش الزمن والألم وتعارك مع مسارات التفوق راحلاً إلى ألمانيا ليعود طبيباً وأستاذاً للطب البشري ومعالجاً مداوياً كبار السن على وجه الخصوص، حيث يبثونه مع آلام المرض وعواتي العمر نفحات من التلطف والشكوى والحنين.
دام لك يا جاسر الحربش العز والتوفيق والمحبة التي أحملها لك ويلهث معي في حملها اهلون صيد عملس