عثمان بن حمد أباالخيل
مقولة (الرجل المناسب في المكان المناسب) من أهم عناصر النجاح وهنا أود أن أضيف: (في الوقت المناسب) كما أود أن استبدل الرجل بـ (الإنسان) لتصبح: (الإنسان المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب) وبذلك نكون منصفين بين الرجل والمرأة، وحيث إنّ عامل الوقت والتوقيت مهم، ومهم جدً في حياتنا وجزء رئيس من أجزاء تحقيق النجاح في كل مناحي الحياة، والقليلون يتقنون مهارة التوقيت المناسب لذلك يكون الفشل مصيرهم في أغلب الأوقات. ترى من يحدد الوقت المناسب؟ هناك وجهان للتوقيت المناسب وجه للتعامل مع نفسك والوجه الآخر للتعامل مع الآخرين.
إن التوقيت المناسب لنجاح قراراتنا يكمن في التوقيت الذي نختاره والذي يؤثر على مجرى حياتنا، مفاتيح السعادة الزوجية.. اختيار الوقت المناسب واحترام، نجاح عملية الحوار يكمن في التوقيت المناسب وفشله يكمن في التوقيت الخاطئ، قرار الفصل من وظيفة والبحث عن وظيفة أخرى يكمن في التوقيت المناسب، شراء أسهم شركة ما يكمن في التوقيت المناسب، إجراء عملية جراحية ونجاحها إن شاء الله يكمن في التوقيت المناسب، التحدث مع المدير بموضوع شخصي وقبول النتيجة يكمن في الوقت المناسب، السفر من أجل السياحة وقضاء وقت ممتع يعتمد على التوقيت المناسب. حياتنا
يصادف الكثير من الأشخاص الفشل نتيجة اختيار الوقت والمكان غير المناسب لكنه أحيانا ينجحون بالصدفة مع إن الصدفة أقتبس (كلما أعيتنا الحيلة في فهم شيء قلنا إنه حدث صدفة) مصطفى محمود. فلا تنتظر الصدفة وتقتصها فالتوقيت المناسب هو سر النجاح. أمن المعقول أن تطلب الزوجة من زوجها أن يأخذها للتسوق حال دخوله البيت بعد دوام أكثر من ثماني ساعات أهذا هو الوقت المناسب، أم من المعقول أن يطلب الزوج من زوجته أنْ يجلس معها للحوار وهي تضع المكياج أهذا وقت مناسب، أم تراه ذلك الموظف الذي يطلب من مديره للقائه وهو في اجتماع أهذا وقت مناسب. كفانا لوم أنفسنا في وقت هي من تلومنا لعدم احترام التوقيت. إن كلمة توقيت هي منبع النهر الذي يجعل حياتنا شجرة خضراء لا تصفر أوراقها وتعطي ثمارها في تفاصيل حياتنا.
على الإنسان أن يقرأ ما يدور في محيطه في بيته في عمله في حيه في كل تفاصيل حياته ويعرف ويدرك ما هو التوقيت المناسب لاتخاذ القرار، ماذا يريد الإنسان لشق طريقه في الحياة وتحويلها إلى حديقة يتمتع بما يرى جمال الطبيعة ويستنشق عبير الياسمين ويرسم لنفسه أجمل صورة يتمنى أن يراها بها هو معرفة التوقيت المناسب. هناك من يلوم سوء حظه في تحقيق ما يريد متناسيا أن الحظ وحده لن يأخذه حيث يريد بل التوقيت المناسب فلا تنتظروا حظكم ليطرق أبوابكم وصححوا مفهومكم للتوقيت واجعلوه هو سر النجاح بعد توفيق الله. الرسول صلى الله عليه وسلم صبر ثلاث عشرة عامًا على وجود الأصنام وعبَّادها في مكة، وهو يصلي في المسجد الحرام ويطوف حول الكعبة، حتى أتى الوقتُ المناسب في فتح مكة، فأزالها قويًا ظافرًا منتصرًا.