رمضان جريدي العنزي
العقرب من الحيوانات اللافقارية، تنتمي إلى طائفة العنكبوتيات، لها ثماني أقدام، وتعيش في المناطق الحارة والجافة، وتختبئ في الجحور والشقوق والحشائش، وتحت الحجارة والصخور والأخشاب والرمال ومجمعات النفايات. والعقرب سامة، ولدغاتها معظمها خطيرة على الإنسان، وتهوى مهاجمة ضحاياها عند اشتداد الظلام. وصاحب الذات العقربية لا يُحسن سوى الفتك والغدر والإيذاء عنده عداوة للناس، يغتابهم، ويهيج بعضهم على بعض.. همّاز، لمّاز، مشّاء بالنميمة، ويفوق العقرب بمراحل في سميتها ولدغها وإيذائها. وصاحب الذات العقربية لديه طرق وأساليب خادعة ومتنوعة بالإيقاع بالآخرين، دائمًا يجيد البحث عن الثغرات التي تمكِّنه من النفاذ إلى ما يريد وفق لؤم شديد، وكيد ومكيدة. ما عنده نفع للآخرين، ولا عون، ولا فائدة، ولا يسدي لهم خيرًا، ولا يدلهم على الطريق الصحيح، وله أدوار ناشطة في الهدم وتكدير الصفو، وتخريب العلاقات الناجحة. إن الكثير من العلاقات المتأزمة بين الناس، والمشاحنة، وقطع الرحم والتباغض، سببها صاحب الذات العقربية، الذي لا يفتر عن نقل الأخبار الكاذبة، وتضخيمها، وتلفيقها، وإشاعتها، وهندسة نصها بالطرق والأساليب التي تروق له إرضاء لذاته المفعمة بالسواد والرماد، وإمعانًا في إثارة الفتنة والاضطراب والبلبلة بين الناس. إن شخصية صاحب الذات العقربية مبنية على أساس من الزيف والدجل والحيل، ومركّبة من نزعة تملقية، واصطناع البهت، وعنده مفارقات وسلبيات وخيمة، يرهق بها الناس. إن صاحب الذات العقربية مهما برع في فنه وأسلوبه، ولف ودار، وراوغ في الدس وفي الكلام، ولدغ، ودفق سمه، سترتد عليه حيله وأباطيله، طال الزمن أو قصر، وفي الآخرة له عذاب مقيم. إن مَن يتصف بهذه الذات السامة ليس له مكان في المجتمع النظيف السليم، ولا مكان له في النفوس الطاهرة النقية؛ لأنه يفت العضد، ويمزق النسيج، ويُحدث الثغرات في التلاحم؛ وعلينا جميعًا أن نبرز أهمية الالتفات إلى خطورة صاحب الذات العقربية، وأعماله العدوانية على المجتمع والوطن، وأن نكون له ندًّا ورصاصًا وسهمًا؛ لأنه أشد فتكًا من السل والطاعون والسرطان والجدري، ويفتقر لكل القواعد والموازين الأخلاقية والإنسانية والحضارية، وغير متمسك بأهداب السماحة والنبل والموضوعية.
اللهم احفظ مجتمعنا ووطننا من كيد صاحب الذات العقربية، وقهم شروره، وأعماله الفاسدة، ومبتغياته المريضة، ومقاصده السيئة، وعاهاته الأخلاقية، وجنونه، ومخزونه النفسي البغيض.