عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) طفح الكيل وأصبحت العملية ماسخة أكثر من اللازم حول التقنية الحديثة في لعبة كرة القدم، والحكام الذين أصبحوا مشتتين بين تقنية مساعدة وغرف مغلقة أشبه بالموجهة وأحياناً الضاغطة، حتى أصبح الحكم مشتت التركيز متقلب الرأي بين ما يشاهده وما يقال له أو بعد توقفه وذهابه للمشاهدة مرة أخرى من خلال التقنية، وكل شيء مقبول إلا التباين بين الحكام في الاعتماد على التقنية.
والأسوأ هي تلك المدة التي يستغرقونها لاتخاذ القرار، فلا يمكن القبول أن تتوقف المباراة لمدة 6 دقائق لكي يتأكد من حدث حصل أمامه وأقرب دليل ما حدث مؤخراً في لقاء الاتفاق والهلال، فلم يكن الحكم بحاجة إلى كل هذا العك، فالمباراة كانت سهلة وسلسة ومن طرف واحد، ثم ماذا يعني أن تتخذ عدة قرارات متناقضة في لقطة واحدة إلا أنه أكبر دليل على أن هناك تبايناً ونقاشاً حاداً بين من هم في الغرف وبين منهم في الميدان، ورغم أن النقد كبير وواضح والملاحظات عديدة وقوية إلا أن الدفاع والمبررات غير مقبولة من المسؤول وكله كلام إنشائي.
ما يحدث حالياً هو صورة بالكربون للبداية المؤلمة للموسم الماضي والذي لم تتعدل الأمور وترجع إلى وضعها الطبيعي إلا بعد تغيير لجنة الحكام الانجليزي طيب الذكر، واليوم وقبل تولي رئيس لجنة الحكام الجديد زمام الأمور تستمر المعاناة ويكثر الجدل بين مسؤولي الأندية والإعلام والمسؤولين، حتى أصبح الأمر أشبه بقضية رأي عام ودخل الجميع على الخط والكل أصبح ينظر ويشخص الأمر إلا البعض المستفيد فلم يتحدث ويتمنى لو أن الأمر يستمر، ولكن أصبح الأمر غير مقبول من جميع النواحي فلم تعد العدالة حاضرة ولا الإثارة مستمرة، وكل ما في الأمر هو قتل للمتعة وطرف مستفيد وطرف متضرر، فهل يتم تدارك الأمر مثلما حدث الموسم الماضي أم يستمر استغلال التقنية والتلاعب من خلالها بمجريات كرة القدم التي تمتع وتشوق متى ما كانت الأمور عادية كما كانت.
نقاط للتأمل
- مشكلة أن يوقف الحكم المباراة عدة مرات من أجل تقنية الفار ويستغرق أكثر من 10 دقائق ليتأكد من الحالات الجدلية، وفي النهاية يحتسب 5 دقائق فقط كوقت بدل ضايع، فأي إنصاف وأي عدل نشاهده، وهل أصبح الحكام الأجانب الذين يتم استقطابهم من النوعية غير الجيدة؟ الله أعلم ولكن هذا هو الواضح.
- ما ذكره نائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي عن أخطاء الحكام من أنها تصنع الإثارة فهذا كلام كبير وخطير، وكأنه يقول إن الأخطاء متعمدة ومقصودة من أجل مزيد من الإثارة، وهنا يكون فيه ضرر على طرف أو كلاهما فهل يعقل ويقبل هذا الكلام لكن لا أملك إلا أن أقول الله المستعان في كل الأحوال.
- استغل البعض تأجيل مباراة النصر والفيصلي في الجولة السادسة للإساءة للعالمي وكأنه من اتخذ القرار بنفسه بل إن البعض اعتبره هروباً لفريق النصر لإصابة بعض لاعبيه، وهذا أمر يتنافى مع مبدأ الإنصاف، فالتأجيل حصل لعدم وجود ملعب جاهز وانشغال الملاعب بفعاليات موسم الرياض، ومن يدق على وتر اللائحة وتطبيقها فاللائحة تقول لا يلعب أي فريق 4 مباريات خارج أرضه وهو ما سيحدث للنصر لو نقلت مباراته، فمزيد من العقلانية والطرح المتزن وعدم الكيل بمكيالين فلن ولن تكون المباراة الأولى أو الأخيرة التي تؤجل.
- رحم الله اللاعب عبد الله الشريدة الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الاثنين الماضي وتقبله قبولاً حسناً وجبر مصاب أهله وذويه، وجعل كل ما عمله لوطنه وأهله في موازين أعماله و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
خاتمة
سعادة الآخرين لن تؤخذ من سعادتك، وغناهم لن ينقص من رزقك، وصحتهم لن تسلبك عافيتك، كن نقياً طاهر القلب وتمنى لغيرك الخير يأتيك الخير.
(وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) .. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.