عبدالسلام بن عبدالله العنزي
المملكة العربية السعودية تقوم بجهود دبلوماسية استثنائية وكبيرة مؤخراً على الصعيد الدولي برز من خلال نشاط معالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم العساف في اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي ولقاءاته مع القادة والسياسيين وممثلي المنظمات الدولية، والذي حظي باهتمام المراقبين الدوليين ووسائل الإعلام العالمية المختلفة، كما كان أيضاً لمعالي وزير الدولة للشئون الخارجية الأستاذ عادل الجبير نشاط واضح حين خاطب وتحدث مع الرأي العام الأمريكي والعالم بلغة سهلة وجميلة تحمل رسائل ومدلولات السياسية الخارجية السعودية وتعبر عن مدي حرصها للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، فهذه الانتصارات والحراك على المستوي الدبلوماسي والسياسي؛ وفي هذه المرحلة يحتاج إلى أن يسير بجانبه نشاط إعلامي دبلوماسي واقعي، يخاطب من خلاله الرأي العام الدولي بكافة لغاته، يشرح ويفسر ما يقوم به المسؤولون من حراك مهم وحساس، يوضح مواقف المملكة دولياً بلغة سهلة وبسيطة، كما كانت لغة معالي عادل الجبير خاصة وأننا نعيش في زمن الحرب وفي زمن السرعة.
فالصراع اليوم لم يعد فقط سياسياً أو اقتصادياً بل هو إعلامي بالدرجة الأولى، فكل النزاعات والأزمات المقبلة سيكسبها من له القدرة الكبرى على توظيف الآلة الإعلامية وخاصة الدبلوماسية لصالحه ولأهدافه، وهنا تبرز أهمية الدبلوماسية الإعلامية كأداة تخدم الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي يقوم به مسؤولو الدولة خارجيّاً.
فالمملكة وهي تخوض حرباً ضد مليشيا الحوثي في اليمن لإعادته لوضعه الطبيعي ولدعم العلمية الشرعية فيه، وقيادتها للحراك السياسي المهم والقوي تجاه الأنشطة العدوانية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وجهودها في إعادة إعمار واستقرار العراق، والعمل على عودة سوريا للحضن العربي، واستقرار وأمن مصر وعودتها قوية كسابق عهدها، ولبنان والبحرين وغيرها.. فالعمل العسكري والحراك السياسي والدبلوماسي التي تبذله المملكة في المجتمع الدولي كبير ومهم وحساس جداً، ومن الأجدى أن يرافقه نشاط إعلامي دبلوماسي يخرجه عن عباءة الإعلام التقليدي.
فمواجهة الخصم وكسب المؤيدين وتحييد البعض يحتاج إلى جهد يقوده أشخاص يجمعون بين الدبلوماسية والإعلام معاً.
فحين تملك القيادة الإعلامية الوطنية المخلصة، مدعومة بالأدوات والوسائل الكافية لديها لغة خطاب سليمة وواضحة، وأهداف محددة تسير وفق إستراتيجية غير معقدة أو غير بيروقراطية، بلا أدني شك أنك حققت نصف الانتصار إن لم يكن الانتصار الكامل.. وأخيراً يقول أحد المنظرين الصينيين في علم الاتصال: «الحرب الإعلامية هي فن النصر دون حرب».