عمرو أبوالعطا
الجيش المصري تلك المؤسسة العظيمة والشامخة هو الذي يحمي مصر من كيد الكائدين وغدر الأعداء الذين يريدون لمصر الدمار والهلاك، ولكننا لسنا قلقين على مصر طالما لديها الجيش القوي العظيم والجنود البواسل الذين يضحون بأنفسهم فداءً لتراب الوطن، فقد كثرت الأمثال على عظمة الجيش المصري وتعددت المواقف التي تثبت جدارته وقوته وقدرته العالية على الفتك بالأعداء والقضاء عليهم.
يتباهى كل مصري بفترة تجنيده، يتذكر تلك المواقف التي حدثت بينه وبين زملائه وكله لها شوق، يصبو لذلك الحوار الذي دار مرة بينه وبين قائده، تتراءى أمام عينيه، تلك المشروعات الحربية التي شارك فيها، والمهام التي تم تكليفه بها، تتراقص في مخيلته تلك المسابقات الصباحية في طابور العرض أو اختراق الضاحية أو التدريبات اليومية.
رجال لا يخشون الموت في سبيل الوطن هم العيون الساهرة هم أحب الناس إلى قلب المواطن البسيط هم من يشعرون الشعب بالكامل بالأمان هم من يقاتلون من أجل الحفاظ على كرامة الوطن من غير هؤلاء الرجال لا يحيا وطن ولا يعيش وطن في أمان ولا يوجد كرامة للمواطن بفضل شجاعة هؤلاء الرجال يعيش المصريون في أمان.
إن الجيش المصري مستمر في خوض معركته ضد الإرهاب بتفويض من المصريين له الذين خرجوا يوم 26 يوليو 2013، مؤكدين الرفض للإرهاب والعنف تلبية لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، هذا اليوم يعتبر من الأيام التاريخية في مصر والعالم، فالشعب المصري قال كلمته في حسم مؤيداً ومفوضاً القوات المسلحة لكي تتخذ كل ما هو ضروري لمواجهة عمليات الإرهاب، فالحرب على الإرهاب لا تقل أهمية عن حربي الاستنزاف وأكتوبر 1973 ، بل أصبحت بمثابة إنقاذ للمنطقة وليس لمصر فقط من خطر داهم قد تتجرَّعه شعوب عديدة.
الجيش المصري هو أقدم الجيوش على وجه الأرض، فتاريخه يمتد لأكثر من تسعة آلاف عام، ثم أعيد تأسيسه على يد الملك نارمر مينا حوالي عام 3200 ق.م، الذي حمى أكبر إمبراطورية مصرية عرفتها الأرض عبر التاريخ والتي امتدت من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوبًا ومن العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا، وظل الجيش الوحيد المتماسك والقوى وغير المختلط بأجناس أخرى في قوامه، وعبر تاريخه أسس لقواعد وعلوم عسكرية وخطط ما زالت تُدَرَّس في أكاديميات العالم العسكرية حتى اليوم.
ارتبط المصريون جميعًا بقواتهم المسلحة ارتباطاً يدفعهم للهجوم بشراسة على من يتعرض للجيش ولو بكلمة، فالجيش المصري مختلف في علاقته بالمصريين، فجنوده أبناء المصريين جميعًا وليس جيش مرتزقة أو فئوي أو جهوي أو طائفي.
فعلى مدار التاريخ المصري لم يكن الجيش مجرد أداة للحروب، بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التي تنصهر بها كل الخلافات الفكرية والدينية والجغرافية محققاً الاندماج الوطني واليد المصرية القوية المتحدة التي حوت امتدادات إقليمية وقومية وعربية.
وقد لعب الجيش دوراً لا يمكن تجاهله على مر التاريخ لتطهير الوطن من خونة الشعب سياسياً أو اجتماعياً وكان حريصاً على خدمة الشعب والأمة وليس الحكومة السلطوية أو الفساد والطغيان، بل كان دوماً وسيلة وطنية للتخلّص من جرائمهم، وصدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلى يوم الدين).
إن أبناء القوات المسلحة المصرية الباسلة يثبتون كل يوم أنهم خير أجناد الأرض وأنهم يقدمون أرواحهم فداءً لمصر، فكم من معارك خاضها الجيش المصري الباسل على مر التاريخ وكم من ملاحم عسكرية قدمها رجال القوات المسلحة المصرية عبر كل العصور الممتدة لآلاف السنين وكان نصر الله دائماً وأبداً حليفاً لهم فمن أرض مصر يبدأ التاريخ ومن هنا يستمر العطاء فمصر كانت وما زالت وستظل محفوظة آمنة بفضل الله تعالى ثم بقوة وعزيمة ورباط أهلها الكرام وجيشها العظيم.