فهد بن جليد
العمر الافتراضي للجهاز المحمول يتراوح بين 3-4 سنوات باعتراف شركة آبل التي تصدر أعداداً محدودة من أجهزتها كل عام، إضافة لرأي الخبراء الصناعيين في أكثر من دراسة غربية مُعلنة مُنذ العام 2013، وهو ما يعني أنَّ الوقت المثالي لتغيير هاتفك المحمول هو بعد مضي 3 سنوات من اقتنائه، وهي المدة التي يتم فيها عادة إطلاق (جيل جديد) من الهواتف الذكية ذات المواصفات المتغيِّرة والميزات الأكثر كفاءة.
إذا كانت شركات مثل آبل وغيرها تقوم بإصدار نسخة جديدة كل 12 شهر تقريباً، فإنَّ أبرز نصائح شراء الهاتف الجوال، هي الانتظار لمدة 3 أشهر بعد طرح هذه النسخة الجديدة من الإصدار من أجل تلافي أي عيوب مصنعيه، ووضع الحلول المناسبة لأي مشكلة تقنية، واستقرار الأسعار الحقيقية للجهاز بعد انتهاء حمى وسباق مُضاربة الأسعار في الأيام الأولى التي يستغل فيها التجار شغف فئة من المُستهلكين للحصول على النسخ الجديدة من أي إصدار حتى لو لم يستمتعوا أو يستفيدوا ويستغلوا ميزات النسخة السابقة، ولكنَّها الحمى التي تحاول الكثير من الأدبيات الاقتصادية وضع الحلول والعلاجات لها (كحالة مرضية تكنولوجية)ترتبط بالحالة النفسية للشخص، وكيف أنَّه يريد أن يكون مُتابعاً ومُلاحقاً للموضة التقنية، وإظهار نفسه قادراً على امتلاك الجديد قبل غيره، وبكل تأكيد مُحاولة للإرضاء النفسي -خصوصاً لمن يستمدون مكانتهم وثقتهم ممَّا يمتلكون عادة كالسيارة والهاتف ... إلخ- وهو حق مشروع إذا ما تم بتعقّل بعيداً عن المُبالغة، فلن يستطيع أحد مُجاراة التقنية وملاحقتها، بل نأخذ منها ما يكفينا، حتى لا نتأخر عن الركب قدر الإمكان، بالحصول على (الجيل الجديد) من كل فئة، وليس بالضرورة امتلاك (النسخة الأخيرة) من كل إصدار.
إن لم يكن هناك حاجة للحصول على بعض الميزات التقنية الجديدة التي تتمايز بها الإصدارات عن بعضها، فلا أجد مُبرِّراً للدخول في سباق التغيير السنوي مع كل إصدار وحمى امتلاك أول نسخة في محيطك، الموضة التي يدفع ثمنها عادة الأشخاص العاديون الذين يريدون لفت الانتباه لعكس قدرتهم المادية وإمكانياتهم في الحصول على الجديد ومُتابعة الموضة، بينما الصحيح أنَّ رجال الأعمال والفئة الأكثر قدرة مالية يتعاملون مع الأمر بهدوء وثقة أكثر، ولا يعتقدون أنَّهم طرف في المُنافسة لذا يقومون بالتغيير بشكل طبيعي بعد أن تستدعي الحاجة تغيير الجهاز، أو عند اكتشاف ميزة جديدة لا تتوفر في أجهزتهم الحالية، ولعلَّ الصورة تتضح أكثر إذا ما علمنا أنَّ الطلاب والعاطلين وربات المنازل والموظفين الأقل دخلاً هم الأكثر شغفاً بالتغيير وتصدر هذا السباق في كل مرة، بينما الموظفون والأساتذة يقومون بذلك لاحقاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.