عثمان أبوبكر مالي
حالة عدم رضا كبيرة بل عارمة يعيشها مدرب فريق الاتحاد لكرة القدم (التشيلي) خوزيه سييرا من قِبل (السواد الأعظم) من جماهير النادي العريق، بالرغم من أنه يقضي موسمه الرابع وتجربته الثالثة مع الفريق على التوالي(!!)
أربعة أشهر كانت كافية لتغير (الغالبية) من جماهير النادي نظرتهم له، بعد أن خاض معه الفريق 12 مباراة في ثلاث بطولات، خرج من أولها (دوري أبطال آسيا) بعد هزيمة (مذلة) في الدور ربع النهائي أمام الهلال، وثلاث هزائم في الدوري من ست مباريات، اثنتان منها أمام فريقين من خارج المنافسة (ضمك والحزم).
الهزائم ليست السبب ـ بحد ذاتها ـ في التغير على المدرب؛ فالمشجع الاتحادي يتقبلها بصدر رحب، وفقًا لظروف فريقه وأحواله، ومتى ما كان العطاء مُرضيًا، والمستوى حاضرًا، والعمل جادًّا، والأداء مقنعًا، والأخطاء تُصحح.. ويصبر على ذلك كثيرًا، والأمثلة كثيرة على هذا، وآخرها مع سييرا نفسه، فعندما أسهم مع (أدوات) النادي الأخرى الموسم الماضي في (إنقاذ) الفريق من الهبوط طالبت غالبية الجماهير باستمراره، رغم أن نهاية الموسم لم تكن سعيدة ولا جيدة؛ فالفريق فقد بطولة كأس الملك بخسارته (على أرضه وبين جماهيره) في النهائي أمام التعاون، وهُزم في آخر مباريات الدوري أمام فريق أُحد الذي كان (يتذيل) الترتيب، بل كان قد (هبط) رسميًّا إلى دوري الدرجة الأولى من منتصف الموسم، ولم يمنع ذلك (الجماهير والإعلام) من المطالبة والضغط على الإدارة لإبقاء المدرب واستمراره، على أمل أنه سيكون (مختلفًا) جدًّا، وسيقدم فريقًا قويًّا، ينافس على كل البطولات، وذلك لثلاثة اعتبارات مهمة، هي:
أولاً: معرفته التامة بالفريق وأحواله وأوضاعه، والمنافسة والكرة في البطولات التي يشارك فيها (محليًّا وإقليميًّا وقاريًّا).
ثانيًا: وجود فريق قوي، وتوافُر عناصر محلية (جديدة)، تم استقطابها، وأسماء أجنبية تدربت معه، وسيكون الخيار متاحًا أمامه لاستبدال الأسماء الأجنبية التي لا يريدها بأخرى تزيد من قوة الفريق ومن خياراته في المراكز ومناطق النقص والقصور.
ثالثًا: سيتولى مهمة اختيار معسكر الإعداد وبرنامجه لتهيئة الفريق وتجهيزه بالشكل الصحيح والمناسب له، وهو ما لم يحصل له في تجربتيه السابقتين؛ ففي الأولى اختارت إدارة أحمد مسعود - رحمه الله - المحترفين الأجانب (كهربا والأنصاري وعكايشي وفيلانوبفا)، وأعد الفريق قبل مجيئه الكابتن حسن خليفة. وفي الثانية وجد فريقًا أعده وجهزه سلفه (سلافين بيليتش) مكتملاً بأجانبه التي (صنعت الفارق) في المرحلة التي (أسهم) هو بعمل (نفسي) في إنقاذه من الهبوط؛ وهو ما حفز (الغالبية) للذهاب إلى خيار استمراره، رغم (الشروط) التي وضعها، ومضاعفة حوافزه ورواتبه.
عندما بدأت المعمعة ظهر ما سبق وأشرت إليه في مرحلة دفاع بعض الاتحاديين عنه تحت ذريعة (ما عنده أدوات)، وكنت أرى أن بعض المدربين عندما تزداد أمامه الخيارات (الأدوات) تنكشف سوءاته، ويظهر فقره الفني، و(يحوس) في اختيار العناصر والطريقة، وهو ما تأكد عندما تسبب تفريطه في بعض اللاعبين الأجانب واستقطاباته الجديدة في زعزعة الفريق، بل إضعافه، خاصة أن إدارة النادي (فاقدة الخبرة) منحته كامل الصلاحيات؛ فأحضر (لويس خمينيز وايمليانوفيتشو)، وجعلهما (رهانه) الكبير رغم تقدمهما الكبير في السن. وزاد الأمر سوءًا (باختياراته) رباعي القائمة الآسيوية؛ فأبعد (داكوستا والأحمدي)، وأحبط (البيشي والعبود والسميري)، وتمسك بـ وأصر على (خمينيز) رغم تأكد أنه (مقلب كبير) شربه النادي، ومشاركته تُظهر الفريق (ناقصًا لاعبًا)، لكن عناد المدرب و(عنجهيته) جعلاه يتمسك ويصر عليه، فكان (المسمار) الأخير الذي خلق عدم رضا جماعي، و(الانقلاب الأعظم) الموجود حاليًا ضده.
كلام مشفر
* زاد الطين بله في وجه المدرب زيادة البطولات التي يشارك فيها، وهو الذي لا يجيد قراءة المنافسين، ولا يُحسن وضع التشكيلة المناسبة، وضعيف في (عملية) التدوير، وفي (شوط المدربين) تخونه رؤيته، والتغيير عنده يبدأ بعد الدقيقة الـ70، وحسب نتيجة المباراة.
* أصبحت درجة القبول للمدرب متدنية جدًّا عند كثير من لاعبيه (محليين وأجانب). ولتعديله يحتاج إلى (تغييرات) في الجهازين الإداري والفني، أولها أن يتسلم (الإشراف) اسم (فاهم) وشخصية قوية على دراية وقدرة لوقف (الفوضى) المنتشرة.
* يضاف إلى ذلك ضرورة منح (صلاحيات) واسعة لمساعده (الوطني) للقيام بعمل وواجبات، ومشاركة في الأمور الفنية، خاصة أثناء المباريات التي (يتبلد) فيها المدرب، ولردم (الهوة) الكبيرة القائمة بينه وبعض اللاعبين.
* إذا غامرت الإدارة واستمر حتى الفترة الشتوية فإن ذلك يفترض أن يكون (مرهونًا) بأن (يكف يده) في اختيار أسماء (الاستقطابات) التي ستتم، وأن تُعطَى الصلاحيات فيها للجنة من أبناء النادي الفنيين.