خالد بن حمد المالك
يقول تركي آل الشيخ المستشار بالديوان الملكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه إن (موسم الرياض) سيكون حديث العالم، وأنا أثق -مع معاليه - بأنه سيكون كذلك، فما أشاهده على الطبيعة من استعدادات، وسرعة في الإنجاز، وتنوّع في الفعاليات المنتظرة، ثم المعلومات والبرامج التي أعلن عنها، كلها تقول وتتحدث عن شيء كبير وعظيم ومهم لم نألفه، ولم نطلع عليه من قبل، ولم نر مثله حتى في خارج المملكة، بل لا وجود له بهذا التوسع والتنوّع حتى في دول لها تاريخ مبهر في تنظيم مثل هذا النوع من حفلات الترفيه.
**
تحسين جودة الحياة التي تستهدفها رؤية المملكة 2030 تتطلب وجود مثل هذه الأجواء، ويقتضي ذلك أن يكون (موسم الرياض) بفعالياته وتنظيمه وأهدافه لا مثيل له في أي دولة أخرى، وأن تكون البداية من حيث انتهى الآخرون؛ بمعنى ألا تكون بداياتنا خجولة، ومتواضعة، وأن تلامس رغبة واهتمام المواطنين والمقيمين، وكل من جاء إلى الرياض سائحًا ليستمتع بما توفره هيئة الترفيه من فعاليات ترفيهية تلبي رغبات المتشوِّقين لها بعد طول انتظار.
**
الرياض تستحق ترفيهيًا كل هذا الاهتمام، طالما أن هذا التنوّع الترفيهي في (موسم الرياض) يأتي باتجاه تغيير نمط الحياة، غير أن ذلك لا يستقيم دون أن ترتدي عاصمتنا كل ما يقرّبها ويميّزها ويحبّبها إلى الجميع من خلال المشاهد الجميلة المنتظرة، المثيرة للانتباه، القادرة على أسر العين لرؤيتها، والتوقف عند هذا الطيف الجميل من البرامج الترفيهية التي راوحت بين كل ما يلبي أذواق وتطلعات ورغبات كل من يبحث عن الاستمتاع والترويح خلال ساعات يومه.
**
تشير التوقعات إلى أن (موسم الرياض) سوف يحقق عائدًا ماليًا يتجاوز المليار ريال، وأن التقديرات لعدد الزوار ربما يصل إلى خمسة ملايين زائر، منهم مليون سائح من خارج المملكة، وهؤلاء سيكونون على موعد مع مائة فعالية عبر اثنتي عشرة منطقة جغرافية داخل مدينة الرياض، وأن خمساً وتسعين شركة محلية وعالمية ساهمت في إعداد هذا الإنجاز الكبير، أي أننا أمام حدث عالمي، ومنجز حضاري ترفيهي هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
**
يقول تركي آل الشيخ: تخيَّل إذا كان كل شيء حولك تعرفه قد تغيَّر، تخيَّل أن عالمك بمثابة مسرح فيه أكثر من 100 عرض وعرض، بل تخيَّل أن المعارض والفنون والحفلات من حول العالم هنا تُقام في الرياض، يضيف آل الشيخ: ولك أن تتخيَّل أصالة تراثنا وتاريخنا بعيون مستقبلنا، ويقول أيضًا تخيَّل وبالغ بخيالك، والوعد الرياض.
**
قد نختلف مع تركي آل الشيخ، حين لا نكون في موقف المتخيِّل، وحتى لو كنا كذلك فلن نبالغ في خيالنا كما طالبنا تركي بذلك، فنحن أمام حقائق ومنجزات ومشاهد صادقة، وأعمال حقيقية لا خيالية، نراها رأي العين أمام أنظارنا، وسوف يتفاعل الجميع معها في أجواء مرحة تزيِّنها وتُجمِّلها المفاجآت السارَّة، فهنا الحفلات الغنائية العربية والعالمية، وهناك العروض المسرحية، هنا أكبر حلبة تزلج في الشرق الأوسط تضاهي حلبة تزلج دبي ثلاث مرات، وهناك معرض متخصص في الألعاب الترفيهية، هنا عروض سيرك، وهناك النافورة الراقصة، وهنا وهناك تفاصيل أخرى كثيرة ومهمة عن فعاليات أخرى كثيرة ومهمة.
**
مع الافتتاح، - وكإعلان رسمي لبداية انطلاق (موسم الرياض)- ستتزيَّن سماء الرياض بعروض من الألعاب النارية، وستكون هناك مسيرة مكوَّنة من 60 عربة تسير على امتداد شارع تركي الأول لعرض أهم الفعاليات، ما سوف يجعل من يوم 11 أكتوبر -وهو موعد الافتتاح - يومًا تاريخيًا خالدًا في أذهاننا جميعًا، ليس لأننا سوف نستمتع وعلى مدى سبعين يومًا بهذا المنجز الحضاري والترفيهي الكبير، وإنما لأننا غيَّرنا بهذا النشاط النمط التقليدي في حياتنا حين كانت بعض التقاليد وما اعتدنا عليه تقيّدنا وتحول بيننا وبين ممارسة أي نشاط خارج المألوف، وتمنعنا من القبول بأي جديد يتعارض مع ما اعتدنا عليه، فإذا بهيئة الترفيه - من خلال (موسم الرياض)- تغيِّر من الصورة الذهنية النمطية لدينا، وتتدخَّل لتجعلنا -كما غيرنا- نعشق ونحب ونتفاعل مع كل ما هو جميل.
**
الرياض هي عاصمة الطموح، عاصمة المواهب، رياض الفرح، الابتكار، الخيال، القلب النابض للمملكة، هكذا يعرِّفها تركي آل الشيخ ويريدنا (لو نقدر) بأن نتخيَّل أن يكون مجتمعنا كله حياة وألواناً وفرحاً، وأن كل شيء حولنا نعرفه وقد تغيَّر، تخيَّل أن عالمك مسرح، لترى الرياض غير الرياض، فنحن - يقول تركي - أمام الرياض وأحلامها - اللي ما تنام - وسيكون موسمها منسوجاً من الخيال، فهذا أكبر موسم بالمملكة، بل أكبر موسم شهدته المنطقة كلها.
**
هيئة الترفيه على ثقة بأننا سوف نغيِّر مفهومنا عن الحياة، وأنا أقول لهيئة الترفيه ولتركي ولِمَ لا؟!