د. محمد عبدالله الخازم
باركت للدكتور وسام أبو زنادة تعيينه بمنصب المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في هيئة التخصصات الصحية، وجاء ضمن شكره على التهنئة «لا نستغني عن الدعاء والنصيحة». ما صدقت خبر؛ فله دعواتي بالتوفيق والعون والسداد والترقيات وزيادة (الفولورز) ومعها زيادة حكمه الصباحية. وبعد الدعاء، أحببت التباهي أمام القراء بمعرفته، وهي معرفة غير مفيدة في إنجاز معاملاتي الشخصية لدى الهيئة، باعتبار أنني ممن هجروا المهنة ولم أعد بحاجة إلى تصنيف مهني ولا أملك معهداً صحياً ولا مركزاً طبياً أو تدريبياً. لم يحدد -أصلحه الله- إن كان يريد النصيحة سلفيةً أم وفق طريقتنا كنقاد وكتّاب رأي، تبور بضاعتنا إن لم ننقد وننصح في العلن. تصوروا أنني سأنقل آرائي وملاحظاتي للمسؤولين، ماذا بقي لي لأكتبه ومن خلاله استعطف مزيداً من (الفولورز) اللذين أتباهى بأنهم تجاوزوا الألف. بالمناسبة، أحصيتهم فوجدت منهم عابرين لا يدرون لماذا يتابعونني وأصحاب حظ عاثر بهرتهم جملة هنا أو فكرة هناك والبقية خليط من الأصدقاء والطلاب والجماعة وكذلك (الحبايب) اللي تعرفونهم. المهم أنني أعلن النوايا؛ هدف المقال هو استقطاب كم (نفر) لمتابعتي من خلال ربطهم بين مقالي ووسامة حبيبنا (وس..) أبو زنادة وأولئك الذين سيجدونها فرصة لـ (يفشّوا) غلهم من خلال الثريد كما يسمونه حنابلة اللغة أو الـ (المنشن) في الهيئة التي أفلست بجيوبهم وأقلقت مضاجعهم باختباراتها ومتطلباتها.
المهم هذه المقدمات لا تشبه (خزعبلات) زميل هواية الكتابة عبدالله المزهر. أقول هذا للبراءة والتقية، لأنه قد يسحبني غداً - رايح جاي - في (ثريد) مجلجل، وليس ببعيد أن يتباهى بأن هناك كتّاباً صغاراً يقلِّدونه! من الذي أحضر (سهيل) في منتصف المقال؟! ما علينا فلنعد إلى صاحب الهمة المدير التنفيذي الجديد. الشؤون الأكاديمية بالهيئة كما أتصور، والتصور قد تذروه الرياح وقد يهبط للأرض، أكبر مشغلاتها هي الأمور التنفيذية وعملها مهول في هذا الجانب. وجملة اعتراضية، أذكر بالتصور الذي حلمت به ولم يساعدني أحد في إنزاله للواقع، والمتمثِّل في تأسيس هيئة مستقلة للجانب الأكاديمي (التدريب وشهاداته المختلفة) تختلف عن هيئة التصنيف واختبارات الرخصة وغيرها من المهام!
مرةً ثانية، ما علينا، فلنعد والعود (أسعد) لمهام سعادة المدير الجديد والتي نرجو تجازوها العمل التنفيذي إلى وضع رؤية أو إستراتيجية لمستقبل التعليم الطبي والصحي والتمريضي والصيدلي وكل فروعهم ومشابهاتهم وما هو قريب منهم. إستراتيجية تتجاوز اختبارات (البورد) وهنا أذكر أمينهم (أيمن) بأن حنابلة اللغة عتبوا عليه استخدام كلمة (بورد) في برنامج إعلامي. نريد - وحاشا لله أن يكون الجمع للتفخيم - إستراتيجية، والأطباء يذوبون عشقاً في كلمة «إستراتيجية» حتى أنني توقّعتها مرضاً شائعاً من كثرة تردديهم لها. نريد رؤية جديدة وخارطة طريق لتعليم التخصصات الطبية والصحية تبدأ مع ولادة تأسيس طبيب، قبل أن ندخله كلية الطب. لا تقولوا هذا دور الجامعات، وبدورهم يرمونها على غيرهم فندخل أشواطاً إضافيةً دون تسجيل أهداف. أنتم يا أهل (الحي الدبلوماسي) لديكم مرونة إدارية ولديكم (قروش) تجيب (الجن مكتفة)، وما نطلبه - بعد اسم الله علينا وعليكم - مجرد إستراتيجية أو رؤية ...