محمد المرواني
لا شك أن اتحاد القدم غير مسؤول مباشرة عن توفير الملاعب لجدولة مبارياته؛ فهو جزء من منظومة، وليس منظومة تمارس عملاً بأدوات كاملة وصلاحيات مطلقة، تعينها على تنفيذ خططها بكل مرونة.
الملاعب الجزء الأهم باللعبة؛ فبدونها لا يمكن إقامة المباريات. قد نستغني عن عناصر، ولكننا لن نستغني عن ملعب بمواصفات كاملة، ووسائل آمنة للاعب وللمشجع والحكام.
عاصمتي الحبيبة الرياض عنوان نهضتنا، وإليها ينظر الجميع داخليًّا وخارجيًّا، سياسيًّا وثقافيًّا ورياضيًّا،
وهي تملك كل أدوات التطور. وبما أننا نتكلم رياضيًّا فأيضًا لدينا ملاعب ومنشآت كبيرة، لعل أبرزها ملعب الملك فهد الدولي، وملعب الأمير فيصل بن فهد، وأخيرًا ملعب جامعة الملك سعود الذي يمتلك حق اللعب عليه نادي الهلال بموجب عقد رسمي.
وهناك طبعًا ملاعب الأندية التي تستطيع أن تستقبل المباريات المتوسطة جماهيريًّا، ولكن ما الذي يحدث؟ وهل المهم أنشطة هيئة الترفيه أم أنشطة هيئة الرياضة واتحاد كرة القدم؟
قد يكون الترفيه معذورًا لحداثة إنشاء الهيئة التي تحتاج لسنوات عدة لبناء مرافق لها، ولكن من غير المعقول أيضًا أن نخرب ملاعبنا بأيدينا، ولا نجد ملعبًا نلعب عليه مباراة دورية.
فلا بد أن يكون ملعب الملك فهد أو ملعب الأمير فيصل جاهزًا حتى تنفذ هيئة الرياضة واتحاد القدم أنشطتها.
ليس هنا فقط بل أعتقد حتى اتحاد السلة سيواجه إشكالية بلعب مبارياته على الصالة الخضراء، ولكن ربما هي أسهل لوجود صالات بالأندية، قد تستوعب أغلب المباريات. وإذا كنا ننشد التطور أيضًا لألعابنا المختلفة فلا بد من صالات خاصة للسلة والطائرة واليد بكل منطقة، خاصة التي توجد بها أندية منافسة للعبة.
***
سؤال مهم: هل التغيير بالهرم الإداري يلغي ما سبق أن شاهدناه مع معالي المستشار تركي آل الشيخ من التوقيع مع بعض البنوك لإنشاء أربعة ملاعب لأندية الاتحاد والأهلي والهلال والنصر خلال ثلاث سنوات. وستكون الملاعب جاهزة بتصميمات حديثة كما علمنا عند التوقيع، فهل هذه المشاريع مستمرة؟ نتمنى ذلك؛ لأنها ستجعلنا في مصاف الاحتراف الدولي لكرة القدم.
***
مع ظهور أندية بمناطق لم تكن تصنف كمراكز قوى في كرة القدم السعودية نحتاج إلى ملاعب أخرى بهذه المناطق. ولو كل ميزانية معها قرار بملعب جديد ستكون النتيجة جيدة.. فهيئة الرياضة بدعم كبير من الدولة أنشأت ملاعب ومنشآت فخمة لأغلب أنديتنا، فلا تكاد تجد مدينة إلا وبها أكثر من مقر، ولا محافظة إلا على الأقل بها مقر واحد.
ونحن نشاهد هذه الأيام اهتمامًا خاصًّا من أمير الشباب وملهمهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالأندية والأنشطة الشبابية، ودعمًا غير محدود؛ فعلينا أن نستفيد منه كما ينبغي، خاصة بالمنشآت التي هي أساس صنع القدرات الرياضية.
«كلام للي يفهموه»
-أتى التشكيل الجديد للجان الفرعية للحكام منطقيًّا، ولكن لجنة واحدة أعتقد أنها شُكلت بطريقة «صفي حسابك ولا على بالك».
_ الدوليون بأغلب اللجان مسؤول أول إلا بتلك اللجنة، يريدونه يتفرغ للعالمية. هل البقية «دوليون، مشي حالك»؟
_ الكفاءات رياضيًّا يجب أن لا يكون لها جنس أو لون أو مذهب. عملك يحدد مسؤولياتك.
_ يبدو أن سلة الأنصار غير هذا الموسم، ويبدو أن المجتمع السلاوي كسب شخصية رياضية مميزة بحجم الدكتور بخيت السناني.
رجالات طيبة
محمد عائش الطيار بدون مسميات؛ لأنك تعجز عن وصف لهذا الرجل، وما قدمه لمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجميع المجالات وليس الرياضة فحسب. فعندما كان الأمير عبدالمجيد -رحمه الله- أميرًا للمدينة كان الأستاذ محمد السكرتير الخاص أو مدير مكتبه، ولكن ليس المهم المسميات؛ لأنه لا تربطني أي علاقة بالرجل؛ لذلك لا أعرف إلا أنه الرجل الثاني بعد الأمير، وكذلك مشاهدته عندما يمارس كرة القدم ببعض المناسبات، ونقوم بتحكيم مبارياته.
بعهد الأمير عبدالمجيد -رحمه الله- شهدت منطقة المدينة قفزة رياضية بدعم الأمير -رحمه الله- ومتابعة ميدانية من هذا الرجل الذي كان يسهل الأمور، ويأتي بالدعم، ويقرب وجهات النظر. كان حكيمًا في وقت كانت فيه رياضة المدينة تحتاج له. لا شك أنه كان رجلاً له مواقف تذكر بالخير. برحيله لمهام عمله فقدت طيبة رجلاً بارزًا، يذكر فلا بد أن يشكر.
خاتمة
البعض عندما يرحل تقول الله لا يرده، والبعض تقول ما قصّر، وآخر تقول له الله، ويُذكَر بالخير،
وأخيرًا من تفتقده منظومته بعد رحيله فهو الأشد إيلامًا، وتقول حينها «خسارة، فقدناك».