خالد بن حمد المالك
لا يحتاج عبدالعزيز الزامل إلى من يعرِّفه بكلمة تسبق اسمه، سواء معالي أو مهندس، ففيه من السمات ما يقربك ويدنيك إليه، ويضعه في مجهر أمام عينيك، بعيداً عن كونه رجل أعمال ناجح، أو وزيراً لوزارة مفصلية في صناعة واقتصاد البلاد، أو كونه مؤهلاً علمياً، حيث أنهى دراسته التخصصية في الهندسة الصناعية بشهادة الماجستير.
* *
فهو إلى جانب السمات التي تؤطر شخصيته بكثير من التواضع والخلق والهدوء والابتسامة والنأي بالنفس عن كل ما ليس له قيمة أو جدوى في النقاش، فهو أيضاً صاحب دور غير عادي في خدمة بلاده، قد لا يعرف الكثيرون عنه إلا أنه كان وزيراً للصناعة والكهرباء، وأنه رجل أعمال ناجح، كونه ليس ممن يبحث عن الإعلام، أو يتواجد بين وسائله المتعددة، أو يحرص على الظهور بسبب أو دون مبرر كما يفعل كثيرون غيره، مع أنه يستحق أن يكون ذا حضور دائم، لأنه يملك ما يقوله عن خبرة وتجربة وعلم وإنتاجية، لكنه لا يفعل ذلك، وهذه من سمات شخصية الرجل الذي فقدناه، وكانت وفاته قد مرت بصمت وهدوء، كما كان في حياته ملتزماً بالقول المأثور: خير الكلام ما قلَّ ودل.
* *
عبدالعزيز الزامل إلى جانب أنه كان وزيراً للصناعة والكهرباء، فقد كان رئيساً لمجلس إدارة بنك (إنماء)، ورئيساً لمجلس إدارة شركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات، ورئيساً لمجلس إدارة سابك، ورئيساً لمجلس إدارة الدار السعودية للخدمات الاستشارية، وكذلك فهو كان رئيساً لمجلس إدارة الشركة السعودية للبتروكيماويات، ورئيساً لمجلس إدارة الشركة السعودية للمثانول، ورئيساً لمجلس إدارة الشركة العربية للبتروكيماويات، إلى جانب رئاسته لمجلس إدارة ينبع السعودية للبتروكيماويات، ورئيساً لشركة المتيوم البحرين، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للكهرباء، وغيرها كثير من الأعمال وعضوية أو رئاسة مجالس الإدارات.
* *
وأمام هذه المنجزات الكبيرة والمهمة والمتنوعة، سيما في مجال البتروكيماويات، فكان لابد أن يكون في عين المؤسسات العالمية ذات الاهتمام بهذا النوع من التخصص وأمام أنظارها، فحصل على جائزة (ريتشارد بولت) في مجال صناعة البتروكيماويات، قدمتها له مؤسسة (التراث الكيميائي) في الولايات المتحدة الأمريكية، تثميناً لخدماته التي قدمها بإجادة وتفوق لهذا النوع من الصناعات من خلال سابك، وصدف، والرازي، وبتروكيماويات، وينبت، والبا، وغيرها.
* *
إن المملكة حين تفقد هذا النوع من القيادات التي أثْرت الوطن بكثير من الأعمال، وقدمت خدمات لا تُنسى على مدى سنوات من العمل الجاد، فلابد أن تكون هذه الأسماء الكبيرة قدوة للجيل التالي من المواطنين لمحاكاتها في سيرتها ومسيرتها والاقتداء بها والتعلم منها، لتؤكد بذلك على أن بلادنا ولودة من الشباب الكفء المؤهل الذي بإمكانه أن يتسلم العمل بالقدرة نفسها والكفاءة ذاتها خدمةً للوطن والمواطن.
* *
رحم الله معالي المهندس عبدالعزيز عبدالله الزامل وغفر الله له، وجعل سكنه في جنات النعيم، وخالص عزائي لحرمه وأبنائه وبناته وإخوانه في مصابهم الكبير.