د. صالح بكر الطيار
شهد الوطن -حماه الله- في الفترة الأخيرة أحداثاً متتالية قدَّرها الله له ليمتحن إيماننا وصبرنا كما قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، حيث استغلها ضعفاء النفوس والحاقدون بالتشكيك في قدرتنا على مواجهة هذه الأحداث ولكن الله رد كيدهم في نحورهم بتلاحمنا والتفافنا حول قيادتنا وولاة أمرنا. وأرى أنه وفي هذا التوقيت يجب علينا أن نعزِّز الثقة بقيادتنا وحبنا لهم واحترامنا الشديد لقراراتهم والتفافنا حولهم بكل رضا وهذا من المعهود فينا لنكيد لأولئك المغرضين ولندعم مسيرة التطور والاستقرار والأمن.. نسأل الله أن يديم علينا هذه النعم وأن يدحر كيد الكائدين ويرد كيدهم في نحورهم.
إخواني يجب أن نعلم إن مملكتنا سفينة وربانها: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -متعه الله بالصحة والعافية-، يقودها في بحر هذه الحياة المتلاطم بأمواجه القوية العاتية! نسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظ بلادنا وولاة أمرنا..
إننا لنرى السفن حولنا وما يحدث فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله وسفينتنا، بفضل الله ورحمته، لم يمسسها سوء ولله الحمد والمنة.. فإيانا أن نسمح لعدو، أو مفسد، أو حاقد، أو حاسد، أو طامع، أو سفيه أو جاهل، أن يخرق السفينة، وقد عجزوا أن يأتوها من الخارج فإيانا أن نكون عوناً لهم من الداخل فنخرق سفينتنا بأيدينا! فنصبح كمن قال الله فيهم: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ...}، فلنصلح ولا نفسد ولا نتبع سبيل المفسدين.
أكتب ذلك كمحب للوطن ولولاة أمرنا لذا يجب أن يكون كل فرد منا لبنة في جدار قلعة العز مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية وأن نذود وندافع من أجل أمن هذه البلاد وأمانها وأن نبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
نحن نواجه حرباً شرسة من جبهات متعدِّدة تهدف إلى صدع الكيان الوطني الذي يزداد تماسكًا مع كل حدث أو أزمة فعلينا جميعًا تقويته وصد كل من يحاول المساس به وعلينا أن نفهم ونعرف كل مكامن الحرب النفسية التي تُدار نحو بلادنا من الخارج وأن نكون الحصن المنيع ضد أي عدو وأمام أي هجوم أو اعتداء فهذه بلادنا وهذا ديدنا كشعب سعودي متماسك ومتلاحم متعاضد مع وطنه وقيادته.