رجاء العتيبي
ليست المسألة مجرد قرار يسمح للمرأة باعتلاء خشبة المسرح, لا أظن أن تلك كانت المشكلة, العنصر النسائي إذا لم يكن موهوبا ومؤهلا فنيا لن يكون لوجوده فائدة, بل ربما تكون الممثلة السعودية بمستواها الفني الحالي عبئا على المسرحية.
المرأة ما زالت تمثل وفي ذهنها المسرح التجاري, مسرح (سيد زيان) و(ووحيد سيف) و(طارق العلي)، لم تصل بعد المرأة لاستيعاب المسرح بتكويناته وعناصره وجمالياته, ذلك المسرح القائم على شرط المسرح.
على المرأة الممثلة أن تعرف أن المسرح ليس (ممر) أزياء، ولا حفلة راقصة, ولا محل تجميل، المسرح شيء آخر غير كل ذلك, عليها أن تعيه أولا كمسرح, ثم تعتلي خشبته.
القرار الذي أعطى الضوء الأخضر للمرأة بأن تشارك في المسرحيات (الرجالية) التي استمرت سنوات طويلة, لن يصنع منها ممثلة مسرحية, حتى لو كانت تحب المسرح, ليس هذا مبررا أن نرشحها للمسرحية, (ياما) ممثلون وممثلات يحبون المسرح والمسرح لا يحبهم ولا يحبهن مطلقا, ويشعر المسرح بثقل فوق كاهله عندما تطأ أقدامهم/أقدامهن الخشبة, يشعر أن نساءَ يقفن عليه بالخطأ.
لن نحتفل بقدوم المرأة للمسرح ما لم تكن على مستوى المهمة, الفرح لمجرد أن تكون المرأة ممثلة مسرح لا يجدي, لن نسمح كمسرحيين أن تأخذنا العاطفة بأن نقبل شخصية أيا كانت امرأة كانت أو رجلا لا يملك في تفاصيله دهشة المسرح، على الأقل من يشاطرني الرأي, لأننا نعرف أن الممثل/ الممثلة الضعيف يهبط بمستوى العرض, ويضر بالإيقاع ويقطع الاتصال الوجداني بين العرض وبين الحضور.
أن يتاح للمرأة بأن تصعد خشبة المسرح هذه مرحلة أولى, وعليها أن تبقى مرحلة أولى, ونتوقف عند ذلك, وتأتي بعدها مرحلة ثانية, مرحلة: الموهبة والتأهيل الفني والكاريزما، إذا لم تجتز المرأة المرحلة الثانية ليس بالضرورة أن تكون ممثلة مسرحية.
تعبنا من جملة (نحن في البدايات) علينا أن ننطلق لآفاق أعلى منذ الوهلة الأولى، إذا ما رمنا المنافسة, أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون, أن نفكر بالفن كمنجز حضاري, وليس الاحتفال بالقرار وكفى.
على المرأة من أول خطوة لها على المسرح أن تكون لاعبا مسرحيا مبهرا, وليس مجرد ديكور، أو فترينة أو عارضة أزياء، أو مهرجة, أو شكلا إعلانيا يجذب الجمهور.