أ.د.عثمان بن صالح العامر
بهذه الكنية (وجه السعد) ينعت الحائليون محبوبهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير المنطقة، الذي عرفوه منذ وجد بينهم ومعهم عاشقاً ومحباً للمنطقة (إنسانها، طبيعتها، مناخها، كل شيء فيها) وفي ذات الوقت وفياً ومخلصاً للوطن (قيادةً وشعباً وأرضاً)، هذا الأمير الإنسان، والقائد الفذ، والإداري الناجح، في كل مناسبة تجمعه بالأهالي يشعر الكل بقربه منهم، وحبه لهم، وثقته بهم، ينقل لهم تحيات وسلام وثقة وشكر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين على ما يقدمانه للوطن من منجزات، وما يعبران به من مفردات وكلمات، وما يمثِّلانه من أخلاقيات وسلوكيات تعكس شخصية إنسان الوطن المملكة العربية السعودية.
مناسبة الأسبوع الماضي (ملتقى بيبان في نسخته السابعة) التي رعاها صاحب السمو أمير المنطقة، وشرَّفها بالحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائب أمير منطقة حائل، ومعالي وزير التجارة والاستثمار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) الدكتور ماجد القصبي، ونظّمتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بحائل تحت شعار (للطموح فكرة للنجاح بيبان)، أقول إن هذه المناسبة لم تكن كغيرها من المناسبات السابقة، فهي في نظري حدث مفصلي يدشِّن لمرحلة جديدة في المنطقة تتوافق وتطلعات ولاة الأمر، وتنسجم وتتسق اتساقاً تاماً مع رؤية المملكة 2030 ، بل هي انبثق حقيقي عن هذه الرؤية الطموحة.
لم تكن الأبواب التسعة التي دشَّنها صاحب السمو الملكي عبد العزيز في هذه المناسبة هي فقط من سيصنع الفارق بين الأمس واليوم - مع أهمية هذه الأبواب جميعاً - إذ يُضاف لها أبواب تسعة أخرى لا تقل أهمية عنها، أبدع في صنعها، وسك مفاتيحها (وجه السعد) الذي أشرع من قبل باب قلبه، ونوافذ مداركه - سمعه وبصره - لكل صادق في قيله، مخلص لوطنه، هذه الأبواب التسعة هي بإيجاز:
- باب التغيّر الثقافي الذي طال العادات والتقاليد، وثقافة انتظار الوظائف المكتبية، وثقافة الاسترخاء في الاستراحات، وعدم الاكتراث في حضور مثل هذه المناسبات التي تشهدها المنطقة، ورقم الحضور هو الدليل والشاهد والبرهان.
- باب التخطيط الإستراتيجي حين العزم على دخول مجال الاستثمار، وعدم الارتجالية والفوضوية والمحاكاة والتقليد، وغير ذلك من السلوكيات السلبية التي ألفها ودرج عليه الكثير من المستثمرين في القطاعين الصغير والمتوسط فكانت سبباً للفشل والخسارة.
- باب التوكل لدى الشباب والفتيات لا الاتكال على الآباء والأمهات، والاجتهاد في الضرب بالأرض على أسس علمية صحيحة.
- باب الحوار بين بعضهم البعض، وبينهم وبين المستشارين أصحاب الخبرة والدراية، والممولين، والمخططين المتخصصين في رسم الجدوى الاقتصادية، بل الحوار مع أميرهم وجهاً لوجه الذي استمع لهم وتحدث إليهم ومعهم بكل أريحية وشفافية ووضوح.
- باب التفاؤل بالمستقبل.
- باب الانفتاح على أفكار الآخرين ومن ثم توليد الأفكار خارج الصندوق والتفكير الابتكاري الجديد.
- باب الثقة بالنفس جراء الاحتكاك بأصحاب الريادة والسبق.
- باب الريادة للقطاع الخاص، فبعد إن كان هذا القطاع يحتل في السنوات الماضية القريبة المرتبة الثانية بعد الحكومي - خاصة في مثل منطقة حائل - صار اليوم هو محل الأنظار، ويعوّل عليه كثيراً في المرحلة القادمة كما هي رؤية المملكة 2030 .
- باب التقريب وردم الهوة بين السوق والباحث عن العمل والمستثمر في هذا القطاع المهم.
عذراً للقارئ الكريم فقد مررت على الأبواب التسعة على عجل مع قناعتي أن كل باب من هذه الأبواب يحتاج لمقال مستقل (وليس من رأى كمن سمع)، دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود، والسلام.