د. علي بن صالح الخبتي
في بادرة نوعية تخدم العالم العربي في جانب مهم من جوانب الإبداع والوصول بالاهتمام به للعالمية دعا الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية أمناء ورؤساء ثلاث وعشرين جائزة عربية إلى الرياض لعقد اجتماع الجوائز العربية بالرياض يوم الأربعاء 3 صفر 1441هـ الموافق 2 أكتوبر 2019م حيث ترأس الأمير خالد المنتدى الذي ناقش الأمور المتعلِّقة بالجوائز العربية والربط بينها كجهود عربية نوعية لا بد من الجمع بينها لإنجاح عمل عربي مهم يستشعر المسؤولية العربية المشتركة والتواصل المعرفي لتحقق تلك الجوائز مزيداً من النجاحات والتألق الذي يكفل خدمة الوطن العربي على أعلى مستوى في الجوانب التي تتعلّق بهذه الجوائز وتحقيق عمل عربي مشترك يخدم العلم والثقافة والإبداع وذلك إيماناً من الأمير خالد الفيصل بأن توحيد الجهود بين هيئات ومؤسسات الجوائز العربية يخلق بتوفيق الله أعمالاً أكثر قوة وأكبر انتشاراً وأعمق إبداعاً.. وفي رأيي أن من بوادر النجاح لهذا المنتدى اتفاق المجتمعين على اختيار الأمير خالد رئيساً له.. والمنتدى كما عبر بعض المشاركين فيه يؤسس لسياسة ثقافية شاملة ويكشف مداخل لحل عدد من الموضوعات والقضايا التي تخص الإبداع الثقافي العربي، وتشغل بال المتابعين للجوائز العربية، كتاباً ومبدعين ونقاداً وإعلاميين.. وقد قال بعض المشاركين إن المنتدي سيعمل على تبادل الخبرات والزيارات بين الجوائز الأدبية والثقافية والفكرية الموجودة بالمنطقة العربية، وتثميناً للعمل الثقافي العربي المشترك، شهد العام الماضي حركة نشطة بين عدد من الجوائز، كانت خطوة مهمة في سياق تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك وتحفيز المبدعين والمفكرين من أبناء الأمة العربية، لإيمانهم بأن الفكر والثقافة ما زالا قادرين على جمع العرب، كل العرب بسلام وحب واحترام للحوار وتبادل للرأي.. وفي هذا المنتدى الذي عُقد في الرياض كانت هناك ندوة ثقافية بعنوان «الجوائز العربية بين الشعر والسرد» أدارها أمين عام جائزة عيسى لخدمة الإنسانية علي بن عبدالله خليفة، وبمشاركة الروائية أميمة الخميس من المملكة العربية السعودية، والشاعرة روضة الحاج من جمهورية السودان، والروائي طالب الرفاعي رئيس جائزة الملتقى للقصة العربية في دولة الكويت. هذه الندوة تأتي تكريساً للعمل العربي المشترك وتقويته.. وتم التأكيد فيذه الندوة كما قالت الروائية أميمة الخميس على «أن الجوائز تعد صياغة مختلفة للحوار بين المراكز الثقافية والأطراف، لتظل عاصمة الجوائز متوقدة طوال العام محفوفة بالطموحات والأماني.» وقالت الشاعرة روضة الحاج «إن الجوائز العربية تمثِّل قيمة معنوية ومادية تقدمها المجتمعات للمبدعين، ممثلة في الدولة أو منظمات المجتمع المدني أو الأفراد، وتشمل أنواع الفنون والعلوم والنشاطات الإنسانية كافة، حيث تمثّل الجوائز الأدبية أهم أنواع الجوائز وأكثرها شيوعاً، وأضافت أن لجوائز السرد والشعر تأثيرًا على مجمل ملامح المشهد الإبداعي والثقافي العربي، فضلاً عن الحراك الذي تضيفه الجائزة على إيقاع الحياة الأدبية.» وفي هذا المنتدى تحدث الروائي طالب الرفاعي قائلاً «إن هناك زيادة في انتشار جوائز الرواية على حساب بقية الأجناس الأدبية وهذا يؤكد انتشار الرواية الكبير عالمياً وعربياً، على مستوى اهتمام مستوى الجمهور المتلقي، وهذا يعود إلى طبيعة العصر الحالي، عصر السرعة وعصر ثورة المعلومات والاتصال». وهذا الاجتماع هو الاجتماع الثاني لهذا المنتدى، حيث عقد الاجتماع الأول التأسيسي في مقر جائزة الملك فيصل بالرياض في شهر أكتوبر من العام الماضي، وجرى خلاله الموافقة على تكوين كيان ثقافي باسم «منتدى الجوائز العربية» يكون هيئة مستقلة، يهدف إلى التنسيق بين الجوائز العربية والتواصل فيما بينها لخدمة أهدافها ودعم التعاون في المجال العلمي والثقافي وتطويره والتبادل المعرفي بين مؤسسات الثقافة العربية المانحة للجوائز وترسيخ هوية الثقافة العربية في المحافل الدولية، وأُقرّت في دورة العام الماضي دورية الاجتماع، كما كُوِّن مجلس تنفيذي للمنتدى، وأُقرّ تأسيس بوابة إلكترونية للجوائز العربية، والعمل على تبادل المعلومات بين الجوائز لتعزيز العمل الثقافي العربي المشترك وتحفيز المبدعين ومناقشة المعايير وآليات عمل الجوائز العربية والقواسم المشتركة بينها وأوجه الاختلاف، بهدف تبادل الخبرات والتجارب وإيجاد أفضل السبل لمواجهة التحديات.
وفي رأيي أن هذا المنتدى سيعمل على التعريف بالجوائز العربية عالمياً ويدرس مشكلة عدم انتشارها ومعرفتها على المستوى العالمي.. حيث العالم العربي يزخر بالجوائز العالمية ومن ضمنها الثلاث والعشرون جائزة المشاركة في هذا المنتدى..
وخلاصة القول فقد أحسنت جائزة الملك فيصل العالمية ممثلة في رئيس هيئتها الأمير خالد الفيصل في الدعوة لهذا المنتدى وجمع شمل هذه الجوائز ليكون ذلك لبنة يقوى بها البناء العربي المشترك وجهداً موفقاً لتوحيد جهوده والحيلولة دون مزيد من الفرقة.. كما أحسن المنتدى صنعاً باختياره الأمير خالد الفيصل رئيساً له.. نسأله الله أن يمده بعونه وتوفيقه ويكلّل جهود هذا المنتدى وكلَّ جهدٍ يسعى للم شمل العرب ووحدهم بالتوفيق وسداد الخطى.