سلطان المهوس
كثيرون لا يعرفون بروتكول العمل بتقنية الفيديو في مباريات كرة القدم ويظنون أن الأمر متاح للاجتهاد وأن أيًا من الانقطاعات أو توقف الشاشات يمر مرور الكرام..!!
استخدام التقنية داخل منافسات كروية لأي اتحاد يخضع لاتفاقية رسمية بين الاتحاد الكروي ومجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «ايفاب»، وهو المشرع الأول لقانون كرة القدم ولديه صلاحية منح الاتحادات حق استخدام التقنية من عدمها بضوابط وبنود واضحة ومحددة تضمن استخداما أمثل وأدق لهذه التقنية التي هي في طور الاختبار المستمر تمهيدًا لعمليات التحسين والترقيه..
على كل اتحاد منح شركات متخصصة رسميًا التشغيل بعد موافقة المجلس الدولي. ورفع تقارير رسمية موثقة عن استخدام الفيديو بالشكل الصحيح ولذلك كنت متفاجئًا جدًا من ادعاء «البعض» بأن تقنية الفيديو تعطلت في أكثر من مباراة، وهو الأمر الخطير الذي قد يوجب إيقاف استخدام اتحاد الكرة للتقنية، لكن ظهور رئيس الاتحاد ياسر المسحل كان حاسمًا بعد أن نفى ذلك بشكل قطعي..!!
الحديث عن تقنية الفيديو ليس عبثًا أو أحد مخرجات تعصب لنادٍ ضد آخر بل يجب أن يكون وفق مبادئ المجلس الدولي الذي يراقب بشكل دقيق أداء التقنية التي وافق عليها بمضض وانطلقت عبر الفيفا عام 2017 عبر كأس القارات « البرتغال - المكسيك» ثم رسميًا في مونديال 2018 بروسيا.
اختار اتحاد الكرة أحد أفضل شركات تشغيل تقنية الفيديو بالعالم «شركة هوكاي» من أصل سبع شركات فقط بالعالم يحق لها التشغيل، وهو ما يعني أن التقنية لدينا ليست عبثًا أو فقط للاستعراض..!!
حكام الفيديو يخضعون لتقييم دقيق عبر تسجيل صوتي لكافة محادثاتهم مع الحكم، وقد يستصعب القارئ أن يتم مراقبة كل حكام الفيديو وتحليل أدائهم لكن من المهم أن يعرف أن التقنية لا تستخدم -حاليًا- سوى بأقل من 30 دوريًا بالعالم من أصل 205..!!
الأهداف -ركلات الجزاء - البطاقات الحمراء - تحديد الهوية الخاطئة.. هي المساحة التي تتحرك فيها تقنية الفيديو التي تعتبر عاملاً مساعدًا فقط فيما أي قرار نهائي هو بيد حكم المباراة الرئيسي «الساحة». ومن المهم معرفة أن لكل حالة من الحالات الأربع تفسيرات خاصة قانونية..!!
بقي الإشارة إلى أن أي مباراة كرة قدم في العالم لا يمكن أن تخرج دون أخطاء تحكيمية، وهذا قدر كرة القدم، لكن التشكيك المبالغ فيه وإعطاء الأخطاء زخمًا أكبر من اللازم يعتبر مؤشرًا سلبيًا في التعاطي مع متعة كرة القدم، فلا يوجد حكم كرة قدم لا يخطئ التقدير مهما كان اسمه وحجمه وقوة لياقته، ففي الأخير هو بشر..!!
حسنًا فعل اتحاد الكرة بدعوة الإعلام والمهتمين لورشة عمل حول تقنية الفيديو لإظهار واقعها، وحسنًا لو تركنا الأمور التحكيمية واتجهنا لعناصر الملعب والمدربين وأساليبهم، ففي النهاية.. لن تجد دوريًا في العالم ولا بطولة دون أخطاء ..!!
أقسى الأخطاء.. اختيار غير الكفؤ لقيادة أي مباراة..
غير ذلك.. لن انتظر حكمًا لا يخطء.. مستحيل..!!
نحن نستورد أجود ما قي سوق الحكام في أوربا.. ومع ذلك نتشكي..!!
ماذا لو تتبعنا أخطاء اللاعبين.. كم لاعبًا سيضرب مليون حساب لتمريراته ومستوياته..!!؟
فكروا فيها..!!