فيصل المطرفي
نجح الهلال في أمسية آسيوية ماتعة بالفوز على السد القطري والاقتراب أكثر من النهائي القاري، وتمكن الزعيم الآسيوي من تحقيق عدة مكاسب في لقاء الذهاب، بعد أن كسب المواجهة وبنتيجة مريحة وتخطى سيناريو المباراة الخانق في بداياته، واستطاع المدرب واللاعبون من التعامل مع ظروف ومعطيات النزال بهدوء وتركيز يتناسبان مع قيمة الحدث وأهميته؛ مما مكّن الهلال من العودة إلى المباراة وأجوائها بشكل قوي ومثالي.
وعلى الرغم من هذا الفوز العريض الذي صفَّق له كل العشاق والمحايدين، إلاّ أن التأهل لم يحسم بعد، هكذا يؤكد الهلاليون، فجنون كرة القدم يجعلهم أكثر حذراً في موقعة الإياب قبل فتح دفاتر مواجهتي الحسم.. والذهب!
قياساً على تحضيرات الهلال للموسم وإمكانات لاعبيه وحماس مدربه وجديته وسعيه للوصول إلى التوليفة الأنسب، فالفريق جاهز للمنافسة على أقوى الألقاب والمؤشرات تؤكد أن الفريق ما زال يملك في جعبته الأفضل، متى ما عالج بعض الأخطاء واكتملت صفوفه وكان مدربه يملك كل الأسلحة في معظم المواجهات، في حين أن الإدارة تتطلب أن تواصل على منهجيتها التي اتسمت بالهدوء، وتسعى خلال المرحلة المقبلة إلى تذليل كافة العقبات قبيل البطولة الآسيوية في مراحل الحسم، وفي ذات السياق تستعد لكافة الاحتمالات، ففي حالة خسارة اللقب -لا سمح الله- تعمل بذكاء لبقية الموسم، فخسارة بعض المكتسبات أو اختلال الفريق في بقية المنافسات يعني إهدار المزيد من البطولات، وهو أمر مرفوض بالطبع لدى محبي الكيان بعد موسم مزعج عاشه الهلاليون واختتموه قبل أشهر بإحباط!
البطولة الآسيوية والتحدي القاري ليس بجديد على الهلاليين، ففي السنوات الخمس الأخيرة بلغ النهائي مرتين، ومعظم لاعبوه الحاليين سبق أن خاضوا التجربة وتمرسوا على تلك الأجواء.. هنا أتحدث مثلاً عن (المعيوف - الشهراني - البريك - الفرج - سالم - العابد والشلهوب)، وفي حال ظهورهم بالشكل الإيجابي والمنتظر وكانوا في الموعد بمستويات تتسق مع قيمة البطولة وتأثيرها مع توهج العنصر الأجنبي فسيكون للهلال كلمة قوية.
أخيرًا.. على الهلاليين استثمار كافة الإمكانيات في كافة الاستحقاقات على مدار الموسم الحالي بشكل مثالي ومتوازن حتى تتحقق أهدافهم وطموحاتهم، ولاسيما أن الموسم سيشهد مصاعب وعقبات عديدة وستحتدم المنافسة مع مرور الوقت، وحتى يكون هذا الموسم في نهايته «موسم الهلال» بامتياز!