عبد الله باخشوين
** في كتاب: (العرب ظاهرة صوتية) للمفكر السعودي الراحل عبدالله القصيمي.. نجد خللاً.. أو نقصاً في الإلمام بـ(الظاهرة الصوتية) التي تناولها في (الموروث) الذي قيمه كأساس للظاهرة الصوتية من خلال تحليل ارتباطه بـ(اللغة).. حيث إنه - في نهاية الأمر- لم يقم بتفكيك (هوية) الصوت نفسة.. وهي مشكلة حلها (التبادل السياحي) بين الشعوب أما في (الجوهر الصوتي) فإنها تظل قائمة.. ففي اللغة (الإنجليزية) مثلاً نجد أن (صوت) إيصال الكلمة ينطق محرفاً عن نطقه في لغته الأصلية من (ملة) إلى أخرى.. وملة مأخوذة من (ملة فرس) نسبة إلى (الشعب الفارسي) وهكذا ينطقونها. بصيغة أخرى من شعب لآخر من شعوب الأرض، فالياباني يتحدثها بطريقته وكذا الهندي والألماني واللاتيني والعرب كل بتخريجات لهجته.. هذا قبل أن نصل إلى تخريجات من (الخالق) سبحانة فأنا - مثلاً أنطق (الراء) -غ- هاشم عبده هاشم ينطقه.. نصف (راء) ونصف (غين) وهناك من ينطق (السين) -ثاء- هذا طبعاً بعيداً عن لثغات الأطفال في بداية مراحل تعلّم اللغة و(اللثغة) أشهر من نشرها الفنان المرحوم طلال مداح أشهر ألثغ يطرب الناس بلثغته.
نعود إلى (اللغة الصوتية) قال تعالى في سورة (النحل - الآية 103) - {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}، وهذا القول الكريم لا علاقة له بالمعنى الذي يذهب إليه الشاعر المبدع الكبير الأمير خالد الفيصل عندما يقول عن شعره إنه (كلام عامي فصيح).
لكننا نريد أن نذهب إلى (الظاهرة الصوتية) الأصلية في نطق القول الموروث كقول عربي فصيح وكيف ستستوقفنا لهجات كثير من الشعوب العربية وسوف نبدأها بـ(نكتة)كتبها المرحوم عبدالله الشيتى في إحدى الصحف الكويتية التي عمل فيها.. وتسخر من معضلة (نطق الحروف) وتقول النكتة إن أحد أبناء الشعب المصري يقول لصاحبه: شايف كيف إخواننا الكويتة يسمون (الدقاقة)- (دياية) طبعاً والمقصود هي (الدجاجة).
وفي فلسطين ينطق (القاف) -كاف- وفي مصر ينطق (همزة) وفي السودان ينطق (غين)
وفي مختلف لهجات مناطق المملكة العربية السعودية توجد (تخريجات) لبعض الحروف.. أذكر منها أن كثير من أهل منطقة (الحجاز) ينطقون (الظروف) - زروف- و(الذي)-اللزي- في دمج صوتي غريب يتم بين حرفي (الزاء) و(الظاء). وقس على ذلك كل اللهجات العربية وابحث في نطق بعض حروفها.
هذه المعضلة عندما تصل إلى قراءة القرآن الكريم.. فإنها تحتاج إلى وقفة طويلة ومتأملة..طبعاً نحن لا نشكو منها في القراءات (الجهرية) سواءً في المساجد أو في التلاوات المسجّلة.. لكن عليك أن لا تغفل عن ما أطلق عليه (مزاجاً) صفة (اللغة العربية المفخخة) وما عليك - مثلاً- إلا أن تستمع لخطابات وخطب - غير العرب كالأتراك والإيرانيين عندما يتحدثون في التصريحات أو يخطبون في مجموعة من الناس وترصد الطريقة التي ينطقون بها الكثير من حروف اللغة العربية لتدرك أننا نواجه مشكلة بالفعل وإن كانت تكاد تكون خفية وغير واضحة لأن سامعيها يستقصون المعنى الذي تذهب إليه ولا تستوقفهم الكلمات وطريقة نطقها.
سوف أتوقف هنا لأنه قد يقرأنى بعض أصدقائي.. ويقول أحدهم:
- هيا شوف بالله عليك.. ما جا يتكلم عن اللغة العربية إلا باخشوين اللي ما يعرف يفك الحرف.. ومقالاته كلها أغلاط.