د.عبدالعزيز الجار الله
قد تتوقف ثورة الداخل العراقي، وقد تستمر وتطيح بشخصيات سياسية (اغتصبت) المشهد السياسي منذ (16) سنة من سقوط حكومة صدام حسين، ثورة الداخل قد تتوقف وقد تستمر لكن الأكيد أنها لن تعود إلى ما قبل 2003 حكومة البعث، ولن تعود إلى ما بعد 2006 عندما سيطرت إيران وما زالت على العراق، أما لماذا فالسبب يعود إلى أن من نزل إلى الشارع هم شباب يطالبون بمحاربة الفساد، وأن تشرف الأمم المتحدة على الانتخابات، والإصلاح الإداري في الوظائف والسكن والاستقلال والخلاص من النفوذ السياسي الإيراني، فمن هم في الشوارع حاليا من فئة الشباب عندما سقطت بغداد في أيدي الأمريكان عام 2003م كانوا لم يدخلوا بعد في المدارس، وعندما أمسكت إيران بالسلطة والنفوذ في العراق عام 2006م كانوا للتو على مقاعد الدراسة، وفِي الصفوف الأولية.
الخصم الحالي للحكومة العراقية هم جيل من الشباب ممن تثقف على تقنية التواصل الاجتماعي والأجهزة الرقمية كما حدث مع مصر وتونس وباقي الدول تحت مظلة ربيع الشباب، ولو نجحت حركة الشباب بالعراق سيكون تأثيرها قوياً على إيران وعلى تركيا حتى لو اجتاح الجيش التركي الشمال السوري ونفذ عمليات عسكرية شرق الفرات وخلق حالة حرب من أجل ألا ينتقل التظاهر الشبابي إلى المدن التركية.
الخطر أن تتحول العراق صورة ونسخة أخرى من دولة الجوار سورية، أو تفكك الحكومة وتفكك الدولة وانفصال أقاليمها، وهذا سيكون التأثير على إيران وتركيا أما بانتقال الثورة، أو خلط الأوراق مع كرد العراق وإيران وتركيا وسورية وعندها ستختلط أوراق المنطقة سريعا.
الواضح أن الثورة في العراق لن تتوقف حتى لو استخدم العنف في إخماد التظاهر بالقوة كما تنفذه إيران منذ عقود مع شعبها في طهران والمدن الإيرانية الأخرى، وتريد من الحكومة العراقية أن تنفذ نفس السياسة القمعية التي تتبناها، وهذا يبرر العدد الكبير في الوفيات والمصابين.