# عبد الرحمن صالح الشبيلي -أبو طلال-
ثقافةٌ وتهذيبٌ وكَمالٌ.. في خُلقهِ وتعامُلِهِ سَأكتُبُ عَنْهُ.. نَعم.. ولن أُحيطَ بِشمَائِلهِ أَو أُنَافِسَ قَريبَ معارفهِ أَو بيانَ صفاتهِ لدى أَقارِبه.. فهم -لاشك- أَعلمُ مِني وأَقربُ لكنَّ حَجم صِلتي به خِلال عشرينَ سَنةٍ مضت.. وتَواصُلٍ بالخاصِ والعامِ الآن وقف.. عَرَّفني مَنْ هُوْ؟! وماذا فَقدتْ؟!.
قُولوا عَنها عاطفة إِنْ شِئتُم.. ثُمَّ لِيَتحدَّثَ الخبيرُ عَنه منكم.. فَصِفَاتُه جَميلٌ نَشرُهَا.. وعَمِيقٌ وَصْفُهَا.. انطلقت من خُلقٍ بديعٍ عاملَ بهِ الجميع فسبحان من وَهبَه.. كان الشبيلي قَادراً على إِنزالِ كُلِّ إنسانٍ مَنزلَته باحترام!! ويُظهر له اللائقَ به من اِهتمام.
يزورُ ويَصِل.. ويَسألُ ويتصلُ.. ويجمع بوصالِه وتهذيبه الكُلَّ.. ومع الوسائلِ الحديثةِ يتفاعل.. وبالندواتِ والمُحاضراتِ يُشارك.. وكان همُّه الأَكبر إِشراكُ الجميعِ معه.. فلم يَكنْ يَتطلعُ لِمجدٍ شَخصيٍّ بقدرِ أن يكونَ العملُ اِحترافياً.. شاركتهُ في عنيزة بمهرجانِ الثقافةِ وفي محافظة الغاطِ حيث مركز السديري.. وشرَّفنِي بِمشاركتهِ بِعددٍ من التراجمِ مع توجيههِ.. فاستفدتُ مِنه كثيراً.. كان ينصحني حتى حول كتابةِ الهمزةِ واللفظِ والخطِ فاعتبرتُه حينذاكَ مِثلَ الأَخِ الأكبرِ كيف لا وهو بقامته يُهدي لك ملاحظاته.. بأسلوبه اللطيف المحبَّبِ.
# عبد الرحمن صالح الشبيلي -أبو طلال-
نالَ أَوسِمَةً وتقديراً.. مَحبةً وتَوقِيراً لكنَّكَ ما أن تجلسَ معهُ إِلا وتُدركُ بساطتَه.. وعِلمَهُ وثقافتَهُ ثمَّ معهودَ دبلوماسيّةٍ اُشتُهِرَتْ بها أُسرتُه.. وصلُه وتواصُلهُ أُعجوبةٌ لا يُطبِّقُها إلا القليل.. والأَعظم تحمُّلهُ ورعايتُهُ للأهلِ والأقربينَ.. ممن سيفقدونهُ إذا غابَ عَوَّضهم الله خيراً.. وهم الشبيلي أسرةُ خيرٍ وبرٍّ ورحمٍّ وتواصُلٍ ووصلٍ.. فهم أَخوال خوالي والصِّلَةُ بهم قرابة من كُلِّ جهاتي هكذا عرفتُ طيبتهم وبرَّهم.. سكن عنيزة مسقط رأسه وسكنَتْهُ.. خَدَمها وتعاون مع أهلها الذين ألحوا عليه بالتكريم وكان يرفضه.. ثم رضخ وعلّقه بخطاه التي مشاها وسطَّرها لكن قدر الله لم يمهله -رحمه الله-.. وكتابه (خطى.. مشيناها) تاريخٌ يحكي ويُروى لتجارب عظيمة عاشها رجلٌ قابل الجميع وسمع منهم وحاورهم.
عذراً زكية أبا الخيل أم طلال وعذراً يا أبناء طلال الغالي -رحمه الله- عبدالرحمن ونورة وشادن وشهلاء.. عذراً يا رشا وشادن وبدر والجميع.. فتأثير العاطفة في الكتابة عن أبي طلال يغلبُ حجمَ التوثيق!!.. كيف لا، وفضله كما أدركت على القريب والبعيد وعاطفته وصلاته غمرت الجميع.
وهُنا سَأتوقف.. لا لأَنَّ لسانِي صمت.. وليسَ لأن الحِبْرَ جَفَّ.. لكنَّ الكلمات عَجِزت عن الوصف.. والاختصارُ يفرضُ الإيجاز.. فآثرت السكوتَ والحُزنَ ثم أدركت أن مع الحياة والموت فالدعاء خيرٌ وأبقى.. والآخرة خيرٌ من الأولى.. وأسأل الله له أن يعطيَه ربُّه فَيَرْضَى.
فاللهم ارحم أخانا وأبانا أبو طلال.. اللهم أسكنه الجنَّة وتقبله بسقوطه شهيداً يشفع لسبعين من أهله كما أحبَّهم ووصلَهم.. اللهم ارفع درجته واجمعنا بأحبابنا كلهم بجنانك أجمعين يا أرحم الراحمين.
** **
- عبدالمحسن بن عبدالرحمن القاضي