عبده الأسمري
ما بين الثناء والاستثناء سطر سيرته، ووسط الوفاء والاستيفاء عطر مسيرته.. امتطى صهوة «الأمانة» فاستل «سيف» الوطنية، ورفع رأس «المهنية»؛ فكان «الحارس الأمين»، و»الضابط المكين» الذي حصد الثقة الملكية؛ فجاور الملوك، ورصد «الموهبة الشخصية»؛ فوضع «اسمه» في لائحة «الشرف»، وسجل «وسمه» في سجلات الفخر..
إنه اللواء عبدالعزيز الفغم -رحمه الله- الحارس الشخصي للملك سلمان من بين أفضل الحراس الشخصيين بالعالم، وأحد أبرز الضباط الموهوبين في الحرس الملكي..
بوجه حنطي، تعلوه «النباهة»، وتسكنه «الحذاقة»، وعينَين لماحتَين، وملامح بدوية خليطة بين «الألفة والصرامة»، وتوليفة شخصية فريدة من التدريب والتمكين، مع قامة أنيقة، تتوشح بزة عسكرية مهيبة، تملؤها نياشين «الصاعقة» و»حماية الشخصيات»، وأوسمة المشاركات، وأنواط المهمات، تميزها رتبة اللواء التي أكملته هيبة بسيف «الحزم» وتاج «الاعتزاز»، مع محيا «رياضي» رشيق، تتكامل فيه سمات «القوة» وصفات «المنصب»، وكاريزما «قيادية»، يعلوها الصمت، ويبلورها «السمت»، قضى الفغم من عمره سنين وهو يحرس «الملوك»، ويرسم «الأمان»، ويوطد «الاطمئنان» في كتائب الحرس، وفي فِرق الحماية، واضعًا شخصيته «أنموذجًا» للاحتذاء، وشخصه «مسلكًا» للاقتداء في جُمل فعلية، نُصب أفعالها «الماضية» بفتح «المهارة» بانيًا فعل الأمر على سكون «الأداء» فكان «الفاعل» المعلوم المرفوع بواقع «الإنتاج» مكونًا جملته الاسمية من مبتدأ «الولاء»، وخبر «الفداء»، واضعًا توقيعه في قلب «الوطن» وقالب «الوطنية».
في بلدة السعيرة نشأ وتفتحت عيناه تحت ظلال «أُبوّة حانية»، وظِل أمومة متفانية، أهدياه مفاتيح «السرور «باكرًا»؛ فصال وجال في بلدته العامرة بحب الجار واستضافة العابر ومودة الضيف مدفوعًا بنباغة مذهلة..
تشرب عبدالعزيز صغيرًا موشحات «الكرم» في مجالس والده، و»موجهات» الرقي في محافل أسرته؛ فنمت في قلبه «أمنيات» الجود، وتنامت في وجدانه «تفاصيل» الإجادة؛ فتربى في كنف «الجد»، ونشأ في رعاية «الود».
انخطف الفغم إلى هيبة «والده» وهو يحرس المواكب الملكية، وظل يراقب «خارطة العلا» في مهامه التي مثلت له «تشكيلة فريدة» من الاعتزاز؛ فتأثر بالنياشين التي ملأت بذلته، واستأثر بليالٍ خالدة، كان يكتب فيها «الأماني» في أوراقه الخاصة، وينسجها «واقعًا» في تحية عسكرية فطرية، كان يؤديها مع استعراض بريء، كان يستقبل به والده أثناء حضوره.
أنهى الفغم التعليم العام بتفوق. ولأنه مسكون بالسلك العسكري التحق بكلية الملك خالد العسكرية، وتخرج منها عام 1412هـ، وتم تعيينه من قِبل الحرس الوطني باللواء الخاص، ثم نقل للحرس الملكي في عهد الملك عبدالله -رحمه الله- وعمل حارسًا له لمدة عشر سنوات، ثم اختير ليكون الحارس الشخصي للملك سلمان.
حاز عبدالعزيز الفغم لقب أفضل حارس شخصي في العالم من قِبل منظمة الأكاديمية العالمية، وتمت ترقيته استثنائيًّا من رتبة عميد إلى لواء عام 2017.
التحق الفغم بدورات عسكرية تخصصية، وتخرج منها، وقد أسهم في تدريب وتأهيل اللواء الخاص في الحرس الملكي.
رافق الفغم الملوك فكان «الابن البار»، و»الضابط السار» الذي يرسم «المشهد» بصرامته وشهامته.. ويترجم «المهام» بنباهته وذكائه.. فظل الوجه المألوف في إطارات «المحافل الملكية» مرافقًا القيادة مترافقًا مع الريادة في صناعة «الطمأنينة» بحس «أمني» وإحساس «وطني»؛ فكان عسكريًّا لافتًا في ميادين «الحراسة» و»العقل المفكر» في دروب «المهمات».
اعتاد ضباط اللواء الخاص «تحايا الصباح» من «الفغم» الذي علمهم «الانضباط «في أيام عمل كان فيها «الموجه التكتيكي» و»الوجيه الذكي» الذي يصنع «خطة العمل» بروح الاطمئنان وبوح «الإنسان»..
انتقل إلى رحمة الله يوم 29 محرم 1441 بمدينة جدة بعد قتله غدرًا من صديق سابق له إثر خلاف شخصي، ثم ووري جثمانه مقبرة شهداء الحرم بمكة المكرمة، وتصدر خبر وفاته «أخبار» وسائل التواصل الاجتماعي تاركًا إمضاءاته وإضاءاته «قبلات مستديمة» على جبين الوطن.
اللواء عبدالعزيز الفغم «توليفة» من التواضع والحنكة والإنسانية والصفاء وحسن الخلق والنبل واللطف.. أثرى بها الأماكن والأزمنة؛ ليسكن «القلوب» وكأنه مَرّ من أمام الجميع موجهًا لهم التحية والوداع الأخير؛ ليستقر في «الوجدان»، ويظل في «الذاكرة» ركنًا للمثالية ووطنًا للأمانة.