عبدالمحسن بن علي المطلق
أن يدبّ فيخلّ ما بداخلنا من (آمال)..
ويخلّ ببنيان أماني ما نرجو لإصلاح الحال، فنُلقي للشيطان السلم.. أعني مناه هكذا، بلا مقاومة، وهذه أعزّ مناه.
لأقول (ولو) ببذل الممكن - المحاولة - في تقديم خطواتٍ بهذا المضمار، لإصلاحه
فـ.. أمام مشهد - تلفزيوني - كان وصاحبه يتابعان اللقطة:
هي: حبيبي نلتقي بكرة
هو: طيب ليه مو اليوم؟
هي: تدري الوضع وأهلي..
ثم تعااااجلت: أمي، يا الله (باي).
وأغلقت الخط.
قام أحدهما بتخفيض الصوت، والتفت لصاحبه وهو يحاوره:
للأسف استمرأنا هذه الأمور؟
أجابه صاحبه: إيه ! الله يرحم الحال.
أعاد الأول تحديد عتبه: تراي أقصد كلمة باي.. ثم استرسل: تدري أيش (1) مدلولها..؟
أي: بعناية (البابا) (2).
لم يفاجَأ صاحبه (ربما سمع شيئًا من هذا القبيل حول الدلالة)؛ فعاد ليكرر جوابه الأول، لكن بطريقة أخرى:
يا ابن الحلال وش تصلّح..
أصل المهاتفة بين عشيقين! ونحن قد ننجرّ للحماس إلى الحيلة التي سوف يسلكانها ليبعدا ظنون أهلهما، بخاصة الفتاة، و...
فقاطعه صاحبه وهو يكاد يتميز غيظًا لولا..:
وحتّى! فأنا أُكلمك بعقيدة، وأنت تذهب لقشور هي بالإمكان بلعها.. إن..
فقاطع الآخر:
وعشان كذا أضعك بالواقع اللقطة (بما حوت) فيها من الذنوب..
المهم يا عزيزي أيش تصلح وأيش تترك..
تكاثرت الظباء على (خراش)
فما يدري خِراش.. ما يصيد؟
لكن صاحبه أعاد:
شف أنا معك أن الخلل مركّب.. لكن الأولى أن نصلح من الخطأ ما يمس عقيدتنا..
وبعده لا أقول نتغاضى، لكن لا يكون (بلعه) بذات القدر الذي يمس أصول معتقدنا، ثم بعد هذا (نحاول) إصلاح الباقي..
التفت فألفى صاحبه غير مكترث..
فرفع صوته وهو يركّ على التالي..:
شف يالحبيب! لنحاول نصلح ولا نيأس فإن محطّة اليأس -هذه- هي أمنية الشيطان، ولا يخفاك أن كل شيء مبتدأ الحراك به يأتي بـ(خطوة) ولو صغيرة..
لكن التسليم، بل الاستسلام ليس من نحلة المسلم الذي وجّهه كتاب ربه {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}، نعوذ بالله منهم ومما بلغوا، ولا نسلّم بحجة تكاثر المنكر، بل البدء.. والمبتدأ هنا بما يمسّ ثوابتنا، ثم.. نعرج بعدها لما يتسنّى..
هنا كأن فاق صاحبه للمرام فعقّب:
أحسنت صدقًا، وأصاب الله بك الخير
وقد ذكّرتني بـ(خير الناس أنفعهم للناس).
1) أيش تصلح وأيش
وكلمة أيش فصيحة
منحوتة من كلمتين: أي شيءٍ
2) بُعدًا عن المبالغة فإن «باي..» Goodbye
فإنه يعود أصلها إلى عبارة (God be with you)
(الله معك)، التي كانت تُستخدم في الصلاة والابتهال، لكن طرأت تغييرات عدّة عليها حتّى أصبحت الكلمة الأولى (Good) بدلاً من (God)؛ وذلك لتشابههما في طريقة النطق
... ثمّ أُضيفت كلمات أخرى لها لتشكيل تراكيب لغوية كـ (good day) و(Goodbye).