إبراهيم الدهيش
- يحسب للإدارة الهلالية هدوءها وتعاملها العقلاني مع محيطها، سواء الداخلي أو الخارجي وتفرغها التام لمصلحة النادي عامة والفريق الكروي على وجه الخصوص بالرغم من محاولات التشكيك والتشتيت والتخدير التي تثار ما بين الفينة والأخرى هنا وهناك وبالتحديد على الصعيد الإعلامي من قبل بعض -وأقول بعض- المحسوبين على الإعلام الرياضي ممن ابتلي بهم هذا الإعلام مؤخرا أو من خلال منصات التواصل التي أصبحت ساحة لكل من هب ودج!
- والشيء المؤكد أن هذا الهدوء أوجد بلا شك حالة من الاستقرار والانسجام والتناغم بين عناصر منظومة العمل في الفريق الكروي، فكانت المحصلة أن تصدر المسابقة المحلية حتى اللحظة وفي طريقه للوصول للنهائي الآسيوي بإذن الله تعالى كنتاج طبيعي ومنطقي جدا لهذه الفلسفة، وهذا التطنيش المتعقل حتى وإن كان بعضهم ممن تأخذهم العاطفة بعيدا يعيب هذا الصمت خاصة عندما يتعلق الأمر بالتشكيك في تاريخ وبطولات ونجوم الكيان إلا أن تعوده على مثل هذه الأساليب والأطروحات المتخمة بالتعصب وفي أوقات (مبرمجة) مسبقا واستمراريتها بنفس النهج جعل منها مادة مستهلكة منتهية الصلاحية لا تستحق الرد عليها أو الالتفات لها!
- وفي هذه المرحلة بشكل عام يبقى من المهم استمرارية هذا الهدوء والتركيز الهلالي واستثمار حالة الانتعاش والعنفوان التي عليها الفريق بشكل إيجابي دونما مبالغة في الفرح أو تسرع في رد الفعل خاصة تجاه بعض الأطروحات ذات اللغة غير البريئة والمقاصد الأفعوانية التي ظاهرها المحبة وباطنها (الكره)!!
- وفي الاستحقاق الآسيوي يملك الفريق فارقا (تهديفيا) مطمئنا إلى حد بعيد إلا أن مسألة تأهله وإن كانت تبدو على الورق مسألة وقت تظل في علم الغيب، وبالتالي فالكرة لا زالت في الملعب، فالمنافس قد يعود وقد تتسبب ردود الأفعال على افتراض تعثر الفريق في المسابقة المحلية وتجدد إصابات نجومه في تبخر هذا الحلم باعتبار أن المفاجآت أمر وارد في عالم كرة القدم، ولهذا على الهلاليين وضع كافة الاحتمالات وأخذ كافة الاحتياطات باعتبارهم أصبحوا سفراء معتمدين لهذا الوطن وخلفهم (أمة) لا ترضى بأقل من البطولة التي طال انتظارها!
- ومن المناسب أن أشير إلى أن على الهلاليين ألا ينسيهم الفوز العريض والمريح على السد أخطاءهم!
- صحيح أن الفوز جاء نتيجة ظهور الفريق بعطاء ولا أروع ولم يكن للطرد كما يردد بعضهم دور في ذلك وإن كان اعطى نوعا من الثقة والدافعية.
- فسهولة الوصول لمرماه أصبح هاجسا مقلقا لكون النزعة الهجومية عند عناصر وسطه تفوق النزعة الدفاعية وبطء ارتدادهم يخلق المساحات والفراغات في الخلف وخاصة عند منطقة قوس الصندوق!
- والعمق الدفاعي - كما أشرت وبح قلمي في اكثر من مقالة – يشكو الاتكالية وبطء رد الفعل والتموضع الصحيح والدفاع كله على بعضه يحتاج للتنظيم والتركيز خاصة عند الهجوم المعاكس!
- والاستفادة من الكرات الثابتة واستثمارها قد يختصر كثيرا من الجهد!
- وإهدار الفرص السهلة مسألة تحتاج لعلاج ناجع!
- وفي الأخير كل الأماني لـ(زعيم) نصف الأرض وممثل الوطن في ان يضيف مكتسبا رياضيا جديدا له ولوطنه وأن ينثر الفرح في سمائه كما عودنا دائما وهو قادر بعد توفيق الله وبما يملكه من نجوم وأجهزة قادرة على التعامل بشكل إيجابي مع كل الاستحقاقين القاري والمحلي.
تلميحات
- دهشت حد الخجل من بعض (التويتريين) الذين تمنوا خسارة الهلال وفوز المنافس فتساءلت: ألهذا الحد وصل بنا التعصب؟ قليل من حياء وقليل من وطنية يا هؤلاء!!
- من الآن سيبدأ الإعلام (إياه) حملته المعتادة التي ظاهرها الرحمة وباطنها (الكرة) في النفخ والتخدير بغية كبح جماح الهلال عن إضافة المزيد من الإنجازات له ولوطنه!
- الراسخون في علم (البصق) -أجلكم الله- قالوا كلمتهم فيما نجهله حول لماذا وكيف ومتى تتم العملية! والمؤلم حد السخرية أن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا (حماة) لهذه التصرفات والتجاوزات التي تتنافى مع أبسط قواعد الأدب والذوق!!
- (ما يمدح السوق إلا من ربح فيه) مثل أجده غاية في الدقة ينطبق تماما على من يعارض فكرة تقليص الأجانب باعتبارهم المستفيدين من وجود هذا العدد في ظل شح المواهب لديهم!
- وفي النهاية أتساءل: ألم يحن الوقت لتحسين بيئة وإعادة تأهيل ملاعب الأندية لتحتضن بعض منافساتنا الرياضية بدلا من (مرمطة) التأجيل والنقل التي كثيرا ما كانت سببا في التأويل والتفسير والدخول في الذمم؟! وسلامتكم.