خالد بن حمد المالك
زيارة رؤساء التحرير وكتَّاب الرأي لشركة «أرامكو» السعودية، وتمكينهم من التعرف على أجواء العمل فيها، وطبيعة نشاطها، ومعرفة ما تُحضره للمستقبل، من خلال لقاءات برئيس الشركة وكبير الإداريين التنفيذيين بها المهندس أمين الناصر وأعضاء الإدارة العليا بالشركة والقيادات الأخرى، واستكمال ذلك بجولات على مراكز التقنية تشمل مركز تخطيط وتنظيم توريد النفط، ومركز التنقيب وهندسة البترول، ومركز الثورة الصناعية الرابعة، وأخيراً زيارة معمل بقيق. وكانت حصيلة هذه الجولة بعض ما عاد به الإعلاميون من معلومات ثرية عن تطوير الأعمال والتوجهات الإستراتيجية لواحدة من أكبر الشركات ذات الاختصاص بالنفط ومشتقاته على مستوى العالم، إن لم تكن أكبرها.
* *
يقول المهندس أمين الناصر، إن احتياطيات شركة «أرامكو» السعودية من النفط الخام ثابتة ولم تتأثر المخزون على مدى العشرين عاماً الماضية، إذ إن الشركة ما زالت تتمتع بقاعدة احتياطيات ثابتة، مع استمرار الإنتاج بمعدلاته اليومية نفسها، ما يعني أن هناك مصادر تغطي ما يتم إنتاجه يومياً، ومن دون اللجوء إلى استخدام آبار جديدة، أو اللجوء إلى وسائل وخيارات أخرى غير تقليدية، لكنه يستدرك فيرى في الموارد البشرية المدربة بوصفها الأثمن بين كل موارد الشركة على الإطلاق.
* *
ومع أن الشركة بالاستثمار في الغاز النظيف سوف تزيد حصتها في المرافق المحلية لتجعلها النسبة الأعلى بين دول مجموعة العشرين، إلا أنها تخطط من خلال برنامجها العالمي للاستثمار في الغاز لتكون في طريقها لأن تصبح قوة عالمية في أعمال الغاز. والشركة بحسب ما استمعنا إليه واثقة بتحقيق ذلك، فقد بدأت أخيراً في إنتاج الغاز غير التقليدي، إلى جانب خطوات ومشروعات أخرى تصُبُّ في هذا الاتجاه لتحقيق الهدف المنشود.
* *
خلال الزيارة كان العمل التخريبي لمعملي بقيق وخريص حاضراً، وكانت الأجواء مفتوحة للتعرف على ما حدث، وضمن ما كان مجال حديث بين قيادات الشركة والإعلاميين، أمكننا أن نصل إلى معلومات مهمة، بينها أنه بسبب الاستثمار في المعايير الهندسية لبناء المعامل، ونوعية المعدات، والاستثمار في التدريب، والجاهزية لمواجهة الطوارئ، وتهيئة فرق عمل على درجة عالية من السرعة والاحترافية والتفاني، تمكنت «أرامكو» السعودية من السيطرة على الحادث، والعمل على إصلاح ما حدث في فترة زمنية قياسية.
* *
وعن طرح جزء من أسهم الشركة للاكتتاب العام، تبيَّن للإعلاميين أن «أرامكو» السعودية ومنذ ثلاث سنوات كانت قد نفذت برنامجاً ضخمًا كي تكون جاهزة ومستعدة لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب، وبسؤال رئيس الشركة المهندس أمين الناصر عن هذا البرنامج أشار إلى أن هذا البرنامج تضمن أحداث تغييرات داخل الشركة وخارجها للتوافق مع متطلبات الطرح، بما في ذلك تعديل قوانين الشركة، وتحويلها إلى شركة مساهمة، وتأسيس دائرة بعلاقات المستثمرين، والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، وتعيين أعضاء مجلس إدارة جديد، وغير ذلك من الإجراءات.
* *
وعلمنا من التقارير التي زودتنا بها الشركة، ومن لقاءاتنا بالقيادات العليا أن لدى الشركة اهتمامًا بتطوير قدرات الشباب السعودي، وخلق فرص عمل لهم بالقطاع الخاص، وذلك من خلال التدريب، وتأسيس 19 ما بين أكاديمية ومراكز تدريب في مناطق المملكة، وكلها تركز على قطاع الطاقة، ومخصصة لغير موظفي شركة «أرامكو» السعودية، وتوفر هذه المراكز تدريبًا عالميًا مرتبطًا باحتياج السوق، وينتهي بالتوظيف.
* *
باختصار، عندما تزور شركة «أرامكو» السعودية، ستجد نفسك في عالم آخر، من حيث الكوادر البشرية، والانضباطية، والنظافة، وحجم الإنجازات وبيئة العمل، والنظرة المتفائلة التي تجدها على وجوه من تتحدث معهم، كما ستجد أن الثقة لديهم بلا حدود في أهمية ونجاح الطرح، وأن دخول الغاز كقوة أخرى إلى جانب النفط فيه ضمانة في استمرارية التدفقات المالية وزيادة إيرادات المملكة من العملة الصعبة في الحاضر والمستقبل.