يقول القائد البريطاني ونستون تشرشل (1874- 1965) «إن التاريخ سيعامله برفق لأنه سيكتبه بنفسه».
يأتي استشهاد اللواء عبدالعزيز بن بداح الفغم -رحمه الله- صفحة ناصعة البياض في تاريخ الوطن، فرغم الحزن والألم إلا أن الأبطال دائماً ما يتركون أثراً نافعاً جداً للوطن وبصمة خير بعد استشهادهم، وهذا ما صنعه اللواء الفغم -رحمة الله عليه- فلم يبق بيتاً في وطننا الغالي إلا وتلقى العزاء فيه، والتاريخ نفسه لا يزوِّر الحقائق بل أعداء الحقيقة هم من يزوِّرون التاريخ. بالأمس شاهدنا هذا الالتفاف العظيم حول القيادة ممثلاً بالوقوف صفاً واحداً في عزاء ذلك الرجل الذي يحرس الملك -بعد الله- بعينه وسواعده وروحه المشبعة بحب الوطن والولاء للقيادة.
يمثل المدخل السابق منفذاً نحو دليل نقدمه لأعداء الوطن دون ضجيج وبنفس أسلوب الشهيد عبدالعزيز الفغم -رحمه الله- الذي لم يسبق لنا أن سمعنا منه كلمةً واحدة ورغم ذلك صنع هذا الضجيج من التلاحم الوطني.
هكذا تبدو الصورة الحقيقية للمواطن وموقفه من وطنه رغم الألم ورغم الأحداث التي تدور حول الوطن.
إن من يسبر هذا المشهد سيرى أننا نملك قوةً عظيمةً بهذا التلاحم، وحَري بنا أن نكمل المشهد في صناعة التاريخ وليس كتابته من خلال تطوير الارتباط بين القيادة والشعب، طالما أن الشعب يمثل الثقل الموازي لهذا التلاحم، وإذا لم يكن هذا الطرف الموازي مستقبلاً إيجابياً لكل ما يصدر من الطرف الآخر ويعي الأهداف والرسائل ويحاورها ويصدقها أو يعيدها لمزيد من الفهم ومن ثم الموافقة، فإن التناغم في الحوار سيكون نتيجته تحقيق الأهداف، أما عدا ذلك فسيكون أحدهما خارج التغطية، وبالتالي فإن منطق العقل والحكمة والحنكة والدهاء وبصوت وحروف المواطن الصالح يقول وبالخط العريض:
(ليكن الأمن والاستقرار ورضا هذا المواطن النادر وقبل ذلك كله رضا الله عزَّ وجلَّ هو البوصلة الرئيسة التي تحرك كل الاتجاهات).
في الختام، أتقدم بأحر التعازي والمواساة لوالده الشيخ بداح بن عبدالله الفغم ووالدته وإخوانه الكرام وزوجته وأبنائه وجميع أسرة الفغم الكرام والوطن.
حفظ الله وطننا وولاة أمرنا وكل من يعيش بيننا وكل محب للسلام.
** **
- عبد العزيز محمد العجلان