حميد بن عوض العنزي
حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال مقابلته مع برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس»، تضمن العديد من المحاور والموضوعات التي تشغل بال المنطقة والعالم، خصوصًا مع التطورات المتسارعة التي تعيشها المنطقة على الصعيد الجيوسياسي، الذي يشهد توترات مصدرها الدائم إيران.. خلال الحوار قدَّم سموه للعالم وباختصار ووضوح وجهة نظر المملكة تجاه الأحداث الجارية، وفتح نوافذ الأمل على المساحات التي يمكن أن تتجاوز من خلالها المنطقة هذه الفترة العصيبة والمتوترة بسبب تصرفات إيران العدائية.
حديث سموه -كما هي عادته- جاء واضحًا وشفافًا ويحمل نظرة عميقة للتطورات وكيفية التعامل مع مدلولاتها ونتائجها، وأن سياسة المملكة أبعد ما تكون عن التهور في ردات فعل سريعة أو جرها إلى صراعات جانبية، كما كان يتوقع البعض، وفي الوقت نفسه المملكة حريصة على إيجاد الحلول التي تستوجب التفاعل معها من قبل كل الأطراف الراغبة بالسلام. وأعتقد أن رسالة سموه في هذا الجانب كانت واضحة -الحل السياسي والسلمي أفضل من الحل العسكري- وسيأخذها الآخرون بالاعتبار بل وسيعملون على الاستفادة منها، لأن نزع فتيل التوتر هو الحل الوحيد والذي يجب أن تستثمره المنطقة بأن تكف إيران عبثها وعليها أن تعي أن ما تقوم به من تصرفات حمقاء لن تعود عليها إلا بمزيد من العزلة الدولية ومزيد من التضييق والحصار، وعليها أن تستوعب أن مشروعها التوسعي العنصري انتهى ولن يتحقق في ظل وجود المملكة التي ستبقى صمام أمان للمنطقة وللأمن القومي العربي، وأن التصعيد الذي تمارسه إيران عبر أذرعها بالمنطقة وفي مقدمتها الحوثي لن تثني المملكة عن مشروعها الكبير ومستقبلها الزاهر، فلدينا القدرة على البناء وفي الوقت نفسه تحجيم وردع الأعداء.