أ.د.محمد بن حسن الزير
من يقرأ «الرؤية السعودية 2030» يجدها بالفعل رؤية سعودية طموحة حقاً؛ بما حفلت به من ركائز ومنطلقات هي أسس وثوابت في هذه الدولة العتيدة التي قامت في أساسها، ومنذ البدء على إرادة الإصلاح، وفعل الإصلاح، وترسّم منهجه القويم المستند على القرآن المنزل وثابت السنة الشريفة، وهو المنهج الذي ظلت تسير عليه الدولة عبر مراحلها المتعاقبة، وأنها تأكيد لامتداد روح الدولة الإصلاحي العملية الواقعية.
وعن هدفها السامي قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مطلع الرؤية: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك» وهو هدف يعبر عن الشعور العميق بالمسؤولية، ويمثّل روح الدولة وروح العزم والحزم، وفي الافتتاحية، كان مما قاله سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عرَّاب هذه الرؤية ورائدها: «.. وسنتقبل كل الآراء، ونستمع إلى جميع الأفكار، هذه توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين.. طموحنا أن نبني وطنا أكثر..».
وقد نصت الرؤية على الركائز الأساس التي تقوم عليها، وتتطلع إليها؛ من مثل: «الانتماء للعقيدة والوطن، والمحافظة على الهُوية الوطنية، وبناء الشخصية على أسس من القيم والعلم للعمل، الاستفادة من تاريخ الآباء والأجداد، والانطلاق من الثوابت وركائز القوة الحقيقية، وتقوية نسيج المجتمع، واستشراف المستقبل، النظرة الإستراتيجية الشاملة، والروح العملية الواقعية، والمشاركة والشفافية، والطموح ولتفاؤل بمستقبل واعد»(انظر الرؤية).
ولا يفوت هنا أن نوجه التحية للقيادة الحكيمة العاملة برؤية وعزم، التي يمثّلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله- وهنيئاً للشعب السعودي الكريم، ووطنه العزيز، الذي هو المستهدف بالنجاح والريادة.
وتأتي الدعوة إلى إستراتيجية وطنية في ضوء هذه الرؤية وما ينشأ عنها من برنامج التحول العملي، وهي التي تملك رؤية شاملة، شملت ضمن مجالات اهتماماتها الحيوية؛ «العناية بالهوية الوطنية واللغة العربية والتعليم» ونجد ذلك في المواضع الآتية التي ورد فيها، (ذكر اللغة العربية، والالتفات إليها نصا)؛ ومن ذلك ما جاء في الرؤية:» نعتز بهويتنا الوطنية..، سنحافظ على هويتنا الوطنية ونبرزها ونعرّف بها، وننقلها إلى أجيالنا القادمة؛ وذلك من خلال غرس المبادئ والقيم الوطنية، والعناية بالتنشئة الاجتماعية و(اللغة العربية)» انظر الرؤية.
وجاء في الرؤية أيضاً:» سنرسخ القيم الإيجابية في شخصية أبنائنا عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع: من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة» انظر الرؤية.
كما جاء في الرؤية: «توفير التعليم القادر على بناء الشخصية وإرساء منظومة اجتماعية وصحية ممكنة»/ نتعلم لنعمل»/ «سنواصل الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل»/ « وسيكون تركيزنا أكبر على مراحل التعليم المبكر، وعلى تأهيل المدرسين والقيادات التربوية وتدريبهم، وتطوير المناهج الدراسية»/»من التزاماتنا: تعليم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد» انظر الرؤية.
إن إستراتيجية للغة العربية يجب أن تستلهم روح الرؤية الإصلاحي وأهدافها وركائزها الأساسية وقيمها والتزاماتها في إنتاج (سياسة لغوية عملية منهجية، تحقق الغايات السامية للرؤية).
ومن هنا يأتي تطلعنا إلى وضع إستراتيجية وطنية شاملة ومدروسة بعناية تامة، واهتمام عميق؛ لنحقق التمكين للغة العربية، تمكيناً عملياً واقعياً، يضمن تحقيق أهدافنا السامية من تعليم اللغة العربية، وما نردده من رغبة في استثمار اللغة العربية في تحقيق أهدافنا الثقافية والمعرفية والوطنية، ولتكون هذه الإستراتيجية امتداداً لرؤية المملكة 2030، ولتكون (مبادرة لبرنامج عملي بشأن اللغة العربية لتحقيق أهدافه الرؤية في ميدان هذه اللغة) التي تمثّل أحد أهم عناصر الهوية الوطنية والثقافية للوطن. وللحديث صلة.