أرسل لي صديقي الفنان المبدع صالح بن علي النقيدان لوحة جديدة أسماها «بوح ألوان».
وقفت أمام اللوحة متأملاً... أريد أن أكسيها من بريق عيني الزجاجي ثوباً آخر تتدثر تحته حتى تتحول إلى مرآة..!!!
لأن المرايا فقط هي التي تبوح لنا حين نقف أمامها فيظهر خيالنا صورة طبق الأصل...!!!
في لوحة «بوح ألوان» شعرت أن الألوان الممتزجة كأنها لون أعماق البحار والمحيطات.
أو كأنها لون ليلة غائمة لا تُرى النجوم فيها ولا القمر!!!
وبين هذه الألوان وميض لخطوط صغيرة بيضاء أو لنقل زاهية كأنها خيوط الفجر الرضيع..!!!
وقفت أمام لوحة «بوح ألوان»
أرسلتُ نظراتي لتسلك أوردة اللوحة وشرايينها
أريدها أن تصل إلى قلب ريشة الرسام وتصغي لنبضها وتسأله عن طلاسمها الباذخة الجمال.!!!
«بوح ألوان» ...!!!
يالهذا العنوان الذي استدرجني إلى مفاصل اللوحة إلى رائحة ألوانها إلى أشكال الخطوط فيها إلى منابت اللون في ترتبها الخشبية.
أنا أفتش في نقوشها أريد أن أجد فيها رئة لبوح مشاعري
«صعوبة البوح» تشعرني بشوقٍ إلى ذاتي إلى أعماقي إلى ذاكرتي الناطقة
عذراً يا صديقي....
أحضرت «أشعة» لقلبي عملتها في مستشفى المدينة ووضعتها إلى جانب لوحتك
أردت أن أقارن بينهما فوجدتُ أنها لا تتشابه سوى تلك الخطوط المتعرجة في اللوحة تشبه عروق في الأشعة يجري فيها دمي..!!!
«بوح ألون» جميلة جداً
«بوح ألوان» فاخرة جداً
لكنها تزيد صمتي صمتاً..!!!
هي من «الفن التجريدي» رسمها المبدع صالح النقيدان وأمطرها من غيم ريشته ربيعاً ومن لديه خريف الفهم مثلي يشعر بجمالها دون أن يفهمها..!!!
مثل النص الوجداني أحياناً يكون غير مفيد لكنه ممتع...!!
وبعد تأمل طويل باللوحة وتفكير عميق بها
تبقى لدي إجابة واحدة.
إني أرى أمامي في لوحة «بوح ألوان» صور فتيات جميلات فارعات الطول... أخفت وجوههن دروب الذهاب بخطوة فيها غرور وكبرياء!!!
شعرهن طويل امتد من هامة الرأس إلى عرقوب القدم.
وتحت الشعر تختفي المشاعر فيها مهما كان ناعماً ولامعاً وطويلاً.
كما أنا حين يعزّ البوح لو كتبت ألف حرف وحرف كي أقول آه ... ما تمكنت..!!!
** **
- عبدالعزيز حمد الجطيلي
e-mail: ayamcan@hotmail.com
twitter: @aljetaily