صدر العددان الثالث والرابع للسنة الرابعة والأربعين من مجلة الدارة المحكمة. وخُصص العدد الثالث لنشر ست أوراق عمل، طُرحت في ندوة (الخليج العربي والجزيرة العربية في ضوء الوثائق الفرنسية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديَّيْن) التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة السربون في أبو ظبي. وشملت البحوث الستة للباحثين العرب في الندوة موضوعات حول بدايات الوجود الفرنسي في المنطقة، مع دراسة الوثائق الخاصة بذلك، وملامح السياسة الفرنسية في الخليج العربي، وتطبيقات الفكر الاستراتيجي لفرنسا في المنطقة ومنطقة المحيط الهندي في ظل المنافسة العالمية آنذاك. كما تناولت البحوث جهود العلماء والرحالة الفرنسيين في وضع الخرائط الجغرافية لمنطقة الخليج العربي والجزيرة العربية، وكذلك تطرقت إلى وصف بعض المدن الخليجية ومدن الجزيرة العربية، منها: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وميناء مرباط في سلطنة عمان، وميناء المخا في اليمن، وميناء جدة في المملكة العربية السعودية. وكانت الندوة قد خلصت إلى أن سبب عدم الاهتمام بالوثائق الفرنسية من الباحثين العرب بالرغم من أسبقيتها هو عدم انتشار اللغة الفرنسية، وتغلب اللغة الإنجليزية في التعليم والبحث والتواصل الدولي؛ وهو ما عكس أهمية تلك الندوة وهذا العدد.
أما العدد الرابع فاشتمل على أربعة بحوث مهمة، تسنمها موضوع (التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وإيران خلال عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)، الذي تطرقت فيه الدكتورة منال بنت عواد المريطب من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز إلى البدايات والظروف الممهدة للتعاون التجاري بين البلدين إبان عهد الشاه رضا بهلوي وابنه محمد بهلوي، ومراحل تطوره. واستندت الباحثة إلى وثائق صادرة من وزارة الخارجية الإيرانية، نُشرت عام 1412هـ / 2000م. ومن الأرقام التي تضمنها البحث أن قيمة التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وإيران في عام 1368هـ/ 1948م بلغت نحو (4278096) ريالاً سعوديًّا، وكان من أهم الصادرات الإيرانية السجاد والأرز والعباءات والأغنام والحبوب وماء الورد والفستق واللوز والزبيب.
وذكر البحث بعض التجار من العوائل في السعودية الذين تخصصوا في التجارة مع إيران ومنتجاتها.