قال لي الصباح:
ماذا ستهديها؟
قلت:
أرق مشاعري، وأصدق عباراتي، وأطهر عبراتي..
وقلت له:
وأنت؟
قال:
أهديها وأهدي الكون أجمل أنفاسي ونسماتي وإشراقتي.
قلت للصباح:
محبوبتي هي أنفاسك ونسماتك وإشراقة الجمال فيك.
أيها الصباح:
قل للكون:
أهديكم محبوبته.
* * *
سأَلَتْه ذات صباح وردي مفعم بأنفاس الحب:
لماذا تعشق كوخك الصغير في غابة أحلامك؟
لماذا تهرب من قصرك المنيف؟
أجابها ونظراته تجول في المكان، وخياله يطوف في الأركان:
في كوخي: أتظنين أن صرير الرياح يغادر ذائقتي الموسيقية؟
إنها السيمفونيات التي تنقلني إليك.
في كوخي: النسمات الباردة التي تعبر نوافذه هي نوافذي إلى عالمك الساحر ...
في كوخي: رائحة المطر واحتراق النار في الموقد هي صورة مصغرة من احتراق المطر وهطول النار في جوانحي، كلما حضر طيفك وغاب ضيفك..
في كوخي: دِفئي الوحيد هو في ارتعاش مفاصلي من قوارس الشتاء..
في كوخي: قهوتي باردة لأن هقوتي حارة.
ياسيدة زماني:
أعشق كوخي لأنك حاضرة فيه رغم غيابك.
لا أريد أن أغادره إلى قصري حتى لا تغادري خيالي لأنه عالمي الوحيد الذي يجمعني فيك. وكوخي هو سكني في عالمي هذا الذي عشقته بجنون العقلاء.
يا هذه:
أنت كوخي!
يموت العاشق كل يوم!
بينما يظن أنه كالأحياء..
تقول له وهي تغالب أنفاسها:
أرجوك ساعدني كي أصمد، لا أريد أن أغرق، لا أريد أن يجرفني تيارك.
قال لها وهو يخفي دمعته:
تياري أقوى من أن تقاوميه.
أنت كمن تعلق بغصن شجرة في مجرى السيل،يقاوم التيار الجارف..
سيصمد ويصمد ويحاول الصمود ولكنه في النهاية سيجرفه التيار ثم يغرق!
فبالله عليك كم مرة ذاق هذا المسكين طعم الموت في رحلة المقاومة والصمود تلك؟
ماذا لو استسلم لقدره دون عناء؟
لربما قلص عدد مرات زيارات الموت المتكررة له.. في الحب يا صديقتي صمود العاشق ضرب من التعقل، والعقل لا مكان له في تيارات العاطفة.
في الحب ياسيدتي الغرق في نهر العاشق حياة والنجاة منه موت.. الحب يا رمز حروفه ويازينة رفوفه هو باختصار:
موت كالحياة وحياة كالموت!
** **
- منيف خضير الضوي
mk4004@hotmail.com