انطلاقاً من التعريفات العلمية للوطنية والمواطنة ومحاولة توصيف الشاكلة التي نسجت صورة الكائن الوطني عليها، يتمظهر الإنسان الوطني بشكل الفرد الذي انفطر على حب الوطن، فالوطنية تتخلق في الفرد جغرافياً وأيديولوجياً فيغدو طابع انتمائه عاطفياً يتلمّس كل فعل يُظهر هذا الانتماء بغض النظر عن صوابية هذا الفعل وخدمته لمبدأ المواطنة الحقّة.
ومصطلح الوطنية Patriotism مأخوذة أصلاً عن Patriota” « الأصل الفرنسي ومعناها “Countryman” أي إنسان الوطن وهنا منشأ اختلاف المفهوم فعلاً وممارسة عن مفهوم المواطنة Citizenship وهي محددات لحقوق وواجبات المواطن وولائه للسنن والقوانين واللوائح الواردة في دستور مُحكم للدولة يقوم على أساسها ميزان ولاء المواطن وجدلية الانتفاع بين الدولة والفرد؛ بما يضمن متانة وقوة الدولة وازدهار ورفعة وكرامة المواطن؛ فهي ممارسات سلوكية وأفعال يجب على الفرد أداؤها في صورة منسجمة مع قوانين الوطن وأنظمته وأمنه وسلامته وحمايته.
فالمواطن الحقيقي هو الذي يمتثل عقلاً وفِعلاً لكل ما يفيد وينفع الناس والوطن، ويمتلك عاطفة يدفع بها كل ما يرفع من قيم الدين والإنسانية.
وعليه يتحتم على الفرد تحقيق وطنيته وولائه لبلاده بالمواطنة التي تثبت تلك الوطنية ملتزماً بآداب المواطنة الحقيقية وقوانين بلاده، فلا وطنية بدون مواطنة. ولا مواطنة بدون وطنية.
** **
- د. نوف بندر البنيان